فأصبح هناك كم هائل من العلوم والاتجاهات الطبية والتي تجعلنا نشعر بالخوف من أن نتبع اتجاهاً من هذه الاتجاهات ويكون الخير في غيره ما أدى ببعض المرضى اليائسين من أنفسهم من اتباع كل هذه الاتجاهات الطبية واحدة بعد الأخرى وبدلاً من وصولهم بذلك إلى الشفاء العاجل أدى بهم إلى العلاج الدائم وهذا هو بالضبط الذي لا يريده أي مريض...
ونتساءل في حالة المرض.. أين تذهب?
ومن هو الطبيب الذي نجد عنده حاجتنا دون أن يكلفنا ما لا نطيق? هل نذهب إلى طبيب الأسرة?! أم إلى الطبيب المتخصص قلبية... عينية... داخلية- أم نذهب مباشرة إلى طبيب معالج بالطرق الطبية الطبيعية ولكن بالسر أولاً حتى لا يعلم أحد من معارفنا أننا نذهب إلى الساحر.. الدجال .. المشعوذ.
هذا بدأ به الدكتور رياض البكري محاضرته (الطب الطبيعي والأسرار الكونية في الصحة الإنسانية) مبيناً أنه في حال مرض شخص ما .. فإنه سيتخبط في خضم هذه الأمواج من اللامعرفة راغباً في الخروج ولكنه كلما أراد ذلك انتقل إلى دوامة أخرى توصله في النهاية إلى الحضيض..
بعدها يتساءل د. البكري ما الذي يجعل الطبيب يرى المريض مصدر رزق له ويكره أن ينقطع هذا المصدر??!
أيضاً ما الذي يجعل المريض ينظر إلى الطبيب أنه بلاء لا بد منه فيذهب على مضض إليه وكأنه هو سبب بلائه..?!
ويجيب: بالطبع إنه الزمن الذي نعيشه وحيدين مع أنفسنا مع كثرة من حولنا من الناس .
الفرق بين الطب الطبيعي والطب التقليدي?
يبين د. البكري أن الطب التقليدي هو ذلك الاتجاه الذي يعتني بأمراض الإنسان محاولاً محو تلك الأعراض المرضية من الإنسان المريض.
الأعراض المرضية متعلقة بالدرجة الأولى بالجسد وهذا هو المجال الذي يعمل فيه الطبيب التقليدي للتخلص من الأعراض المرضية أكانت هذه الأعراض بشكل آلام أو أخطاء وظيفية لبعض الأعضاء أو ضمور عضوي أو أورام إلى آخر ما يوجد في هذا المجال فيعطي الطبيب المريض الدواء الذي يؤثر على حالته المرضية بشكل يرضي المريض بأن يذهب عنه الألم مثلاً أو يعيد التحاليل المخبرية الخاطئة إلى التوازن.
ويضيف د. البكري إنه ربما يكون في تعاطي الأدوية الموصوفة بعض الأعراض الجانبية التي على المريض أن يتحملها قليلاً في سبيل الوصول في النهاية إلى الحالة الصحية, ومثال على ذلك: الأعراض الجانبية التي على مريض السرطان أن يتحملها عند تعاطي الجرعات الكيميائية النووية في سبيل شفائه من هذا المرض كسقوط الشعر- والشعور بالوهن والاكتئاب والمعاناة النفسية. فما يهم الطبيب هناك أن يقضي على الخلايا السرطانية الموجودة في جسم ذلك المريض مهما كلف ذلك.
الطب الطبيعي
أيضاً يبين الدكتور البكري أنه يعتمد في علاجه على ايجاد السبب الرئيسي الذي أدى إلى المرض ومعالجة ذلك السبب ولو كان في الظاهر لا علاقة له بالمرض الذي أتى بالمريض إلى الطبيب والمهم هو استعمال كل تلك الطرق الطبية التي تتلاءم مع طبيعة الإنسان ككل روحاً وجسداً والتي تحاول رفع قوة مناعة الإنسان الجسدية ورفع معنوياته الروحية حتى يصل المريض في النهاية إلى التوازن المطلوب .
علاقة الطب بالأسرار الكونية
يقول د. البكري:لا توجد أمراض مستعصية تشفى أحياناً فجأة وكأن هناك معجزة حدثت وهناك أمراض بسيطة يعجز الأطباء عن شفائها وقد تؤدي بصاحبها إلى الموت.
ففي الحالة الأولى يشتهر الطبيب بقدرته ويذهب إليه الكل, أما في الحالة الثانية فينعت الطبيب بشغله وبأنه أوصل مريضه إلى الموت العاجل وأنه لو لم يأت المريض إليه لما زال على قيد الحياة..! وهذا بالطبع الجهل بعينه...
وأخيراً أوضح الدكتور البكري أن كل حركاتنا وسكناتنا وتعرفنا على بعضنا البعض ليس إلا إرادة ورحمة من الخالق عز وجل لنتعرف بكل ما حولنا عليه وأنه المحرك وهو الخافض والرافع فليس علينا أن نفتخر بما هو ليس لنا ولو كان عندنا اليقين الكامل بأن الله معنا بالفعل وأن لا فاعل إلا هو لما شعرنا بالمرض لحظة واحدة لأننا في هذه الحال نكون قد غبنا عن أنفسنا بوجوده فلا نشعر إلا به لأن كل ما في الكون شاهد على أنه واحد وهذه هي الصحة المثلى بل هي قمة الصحة .