إن الأمر يمس الأمن الغذائي,فاللحوم التي تمت تغذية حيواناتها على أغذية معدلة وراثياً ,بعد أن أدخلت عليها جينات(مورثات) من حيوانات أخرى لتعديلها وتصليبها لجعلها مقاومة للجفاف.
زفت لنا وكالات الأنباء من واشنطن خبراً يؤكد أن لحوم وألبان حيوانات الاستنساخ آمنة وصالحة للاستخدام الآدمي.,وفق دراسة أجراها الباحثون في الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم,أوضحت الدراسة أن اللحوم والألبان المنتجة من ماشية مستنسخة على طريقة النعجة(دوللي) تصلح للاستخدام البشري, وقال الباحثون: إن نتائج الدراسة تفتح الباب أمام استخدام الاستنساخ لزيادة إنتاج اللحوم,الألبان في الماشية, في الدول النامية. حسن فتحي لم يستطع التقدم,الذي حدث في إنتاج النباتات المعدلة وراثياً ,أن يحمل الاكتفاء إلى الدول الفقيرة والجائعة,لذا فإن معظم الفوائد,التي كانت تعلن عالمياً من خلال الترويج التجاري لتقنية تغيير جينات (مورثات) المحاصيل والنباتات الغذائية,لم تقنع المستهلك من مواطني الدول الفقيرة من فائدتها ولا شك أن المستهلك في أي مكان من العالم يتخوف من التلاعب بجينات الماشية,التي يتناول لحومها ومنتجاتها أكثر من تخوفه مما يحدث في جينات المحاصيل الزراعية المهندسة وراثياً لكن من يدري? ربما نستيقظ فزعاً في يوم من الأيام على لحوم في أسواق العالم الثالث من نتاج الهندسة الوراثية أو نجد خرافاً تحمل بعض جينات حيوانات أخرى مجهولة الاسم والمصدر,طالما أن العالم المتقدم يزعم أنه ملتزم بزيادة إنتاج اللحوم والألبان لإطعام الدول النامية!! إن هذه القضية قد أثيرت لما قدمت أميركا منذ عدة أعوام معونة لزيمبابوي من القمح المعدل,ولم ترض الحكومة في هذا البلد,الواقع في جنوب إفريقيا باستهلاكه قبل موافقة الاتحاد الأوروبي على ذلك, يجب ا لتأكيد أولاً على أن موضوع الهندسة الوراثية افترضه باحثان أميركيان , لكن لماذا لا نأخذه على محمل الجد ونبدأ من الآن في تحقيق كل وسائل الضمان والأمان حتى نحمي خروف العيد من التلاعب بجيناته الوراثية?.. هنا يؤكد الدكتور مصطفى عبد الرزاق نوفل, استاذ علوم وتكنولوجيا الأغذية بكلية الزراعة في جامعة الأزهر, أن الاهتمام بمخاطر الأغذية المهندسة وراثياً على صحة الإنسان والبيئة يجب ألا يقتصر على النباتات والمحاصيل المعدلة,لأن تجار ب الهندسة دخلت أيضاً مجال إنتاج الحيوانات معدلة الجينات,حيث تهدف التكنولوجيا الحيوية إلى دمج جينات معينة من أجناس حيوانية مختلفة لإنتاج حيوانات تحمل صفات مميزة اقتصادية ومغذية فضلاً عن تحسين وتغيير مذاق منتجاتها من اللحوم والألبان والبيض وغيرها .وأضاف الدكتور نوفل :إنه بالرغم من أن إنتاج الحيوانات المهندسة وراثياً ما زال في مرحلة التجارب,إلا أنها تعتبر مصدر خطر على صحة المستهلك,يتمثل في احتمال تناولها ضمن طعامه.
مستقبل أغذية اللحوم
إن مخاطر تجارب الهندسة الوراثية على الحيوانات تظهر أهميةحق المستهلك في معرفة نوعية الأغذية التي يتناولها حتى لا تتعارض مع حرية اختياراته أو معتقداته ,ففي إحدى الحملات الأجنبية لحماية المستهلك,دعماً لضرورة وجود بطاقة على الأغذية المهندسة وراثياً حتى يتعرف عليها المستهلك قبل شرائها( الأهرام 6/5/2005) ,أعطى الباحثان هانسن وهالوران مثالاً يوضح خطورة مستقبل أغذية اللحوم والمنتجات الحيوانية المعدلة جيناتها. افترض المثال احتمال تواجد جينات من حيوانات أخرى في الأغنام المهندسة وراثياً. ومع عدم تحقق ذلك حتى الآن في الأسواق العالمية. إلا أنه من المحتمل أن يحدث خلال التطور العلمي السريع لاستخدامات الهندسة الوراثية في إنتاج الحيوانات المعدلة جيناتها مثل الأغنام والأبقار وغيرها خصوصاً أن الأخبار في الفترة القريبة أفادت أن بعض هذه السلع الغذائية قد نزل إلى الأسواق لمدة أربع سنوات قبل اكتشاف الخطأ في تعديله.وكان هدف الباحثين هانسن وهالوران من ذكر هذا المثل الافتراضي-الذي لم يحدث حتى الآن- إيضاح مدى ضرورة وجود بطاقة بيانات صادقة وكاملة على عبوة أي غذاء معدل,تدل على تفاصيل مكوناته حتى يستطيع كل مستهلك ممارسة حرية اختياراته الغذائية التي لا تتعارض من معتقداته وبالطبع تظهر أهمية هذه النقطة في ضرورة اتخاذ الجهات الرسمية المسؤولة عن استيراد اللحوم والمنتجات الحيوانية وبخاصة الخراف الحية أو ذبائحها كل الإجراءات التي تضمن معرفة حقيقة الحيوانات المستوردة ومنتجاتها المصنعة منها.