ومن يشاهد اعماله يلاحظ اهتمام جبر علوان باللون على اختلاف قيمه, فاللون عنده مادة تحتضن المشهد وتقدمه بصياغة تتضح فيها سيادة المساحة على حساب الخط,وهو عنده بليغ بالتعبير عبر طاقته التشكيلية الكبيرة وبالتالي يتيح هذا اللون ما ينوي جبر علوان البوح به من مفاهيم وفلسفات وافكار مهما كانت بسيطة او على العكس معقدة, والتعبير عن البسيط ربما يكون اعقد من التعبير عن المعقد
ولذا قدمت ( بسيطة) على نقيضتها. وبما ان للون هذه الادوار الهامة فان علاقة من الالفة والمودة تربط الفنان بمادته اللونية هذه على اختلافها ولهذا نرى توفيقا في التعايش والتفاعل ما بين جبر ولوحة ألوانه ( الباليت) ما يمنحنا رؤية مساحات من اللون واسعة الامتداد تستوعب لمسات متنوعة الاشكال والاتجاهات ولكل منها اثره البصري عند المتلقي, والمساحة اللونية هذه تتألف بدورها من درجات غنية ومختلفة للون الواحد. ومن اكثر الالوان التي تمتلك حضورا بارزا في اعماله الاحمر, والاحمر الناري, والاصفر المحمر والاصفر الصافي, هذه الالوان التي تشع ضوءاً وحرارة.
كانت ذاكرة الفنان قد اكتنزت هذا السطوع وهذا الدفء من قريته المتاخمة لبابل, مسقط رأسه, والتي أثرت بنشأته منذ طفولته وحتى يفاعته وشبابه وأَثْرت مخزونه البصري اضافة لغليان تلك المرحلة الزمنية في بلده وما يترك هذا من اثر وهذا ما كان له وقع كبير في رؤيته وابداعاته فيما بعد .
قد تحظى كمتلقٍ على انطباع يجعلك تصنّف عملاً ما من اعماله على انه تعبيري وانت تتحسس مشعرات واضحة على انه تجريد من خلال تأثيرات اللون المصاغ بطريقة غير تمثيلية, او قد ترى ملامح وحشية في عمل تعبيري من اعماله, وفي لوحة اخرى يحاكيك فكر يفوق الخيال باتجاه ربما سريالي. من هنا نرى ان همّه يصب في اللوحة والتعبير دون الاكتراث بالاتجاه والمسألة الاساسية لديه هي في سيرورة الفعل التشكيلي وسوية الاداء والنتيجة, بالتالي التطورات التي تطرأ على العمل الفني .وبهذا فهو في بحث دؤوب لما في ذلك من ابداع وخلق لما هو جديد ارضاء لطموحه في انتاج لوحة فيها من التواصل مع الآخر ما يفوق اية لغة مكتوبة.
اهم ما يميز سطح لوحته كآلية في الصياغة تلك التلقائية والاحساس العفوي الذي تشعرنا به حركة فرشاته التي لا يحكمها اي نظام مسبق وإنما ارتجال لحظوي, وبالطبع اضافة لما سبق فان تصميماته للعمل متنوعة وغنية تضفي على العمل رصانة واتزانا.