وكانت نتائج استطلاعين للرأي أجريا حديثاً أظهرت أنه إذا جرت الانتخابات التمهيدية لتكتل الليكود اليوم, فإن منافس شارون الأبرز رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو سيتغلب عليه.
لذا, يضغط معارضو شارون باتجاه الدعوة إلى انتخابات حزبية مبكرة.
ومن جهتهم, انهمك مؤيدو شارون في وضع تكتيكات التأجيل, فقالوا في بادئ الأمر أنه لا يمكن عقد الاجتماع قبل الانتهاء من عملية الإخلاء, ويتذرعون أنهم بانتظار قرار محكمة الليكود لتقرير نوع الاجتماع الذي سيعقد: مع تصويت أم بدونه.
وعقدت اللجنة المركزية لليكود اجتماعات عاصفة عدة لكنها لم تكن سوى لتنفيس الاحتقان إذ عقدت دون إجراء عملية التصويت.
ولم تكن المشكلات التي يعاني منها شارون اليوم مفاجئة. فالليكود هو بغالبيته حزب متطرف, وينشد أعضاؤه القدامى أغنية الضفتان لنا وهذا يعني تحديداً أن الأراضي الفلسطينية المحتلة والمملكة الأردنية تشكلان سوية دولة إسرائيل.
ووعد شارون خلال الحملة الانتخابية بتأمين الأمن لكنه عبّر أيضاً عن الاستعداد للتنازلات المؤلمة . لم يشرح شارون ما كان يعنيه ويتساءل منتقدوه اليوم بسخرية مؤلمة بالنسبة لمن ?.
وشعر الصقور الإسرائيليون بالخداع عندما اتخذ القرار بالانسحاب من غزة وتدمير جميع المستوطنات التي مضى على إنشائها أكثر من جيل, وإخلاء أربعة مستوطنات في الضفة الغربية وعدم الطلب من الفلسطينيين تقديم أي شيء بالمقابل. لقد شعر البعض أنه رضخ أمام الإرهاب الفلسطيني, علماً أن شارون يملك سجلاً بالقدرة على تدمير الأشياء التي بناها دون أي شعور بالألم.
ويصر شارون على أن الدولة اليهودية لا يمكنها أن تحكم 3,95 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأشار إلى أن الغزاويين الذين يبلغ عددهم اليوم 1,93 مليون نسمة قد يضاعفون عددهم في كل جيل.
ومن الواضح أن شارون يسعى لكسب ثقة أعضاء حزبه مجدداً, وقال أياد آرال المستشار الإستراتيجي لشارون بالطبع يقلقني (وضع شارون). لا نملك أجوبة سياسية .
وبعد الانسحاب قد يغيّر شارون مسيرته باتجاه اليمين, ويتخلى عن شريكه في الائتلاف الحكومي حزب العمل الذي يريد منه تنازلات أكثر في الضفة الغربية, وتأليف حكومة مع ائتلاف يميني أكثر تشدداً. لقد صرح شارون أنه لا يريد المزيد من الانسحابات الأحادية الجانب, فيما قال مساعدون مقربون منه أنه يريد تأجيل الحديث عن المزيد من التنازلات.
وبإمكان شارون أن يقسم الليكود, لكن التاريخ السياسي في إسرائيل أثبت أن هذا الخيار خاطئ.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الجمعة الماضي أن شارون لا يشارك أفكاره الخاصة في أي منتدى, وفي دوائره الخاصة المؤلفة من مستشارين غالباً ما يستمع إلى الأفكار لأن تسريبات كثيرة حصلت سابقاً.
وتوقع أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية مناحيم هوفنانغ أن يقاتل شارون من أجل الحصول على رئاسة الليكود طالما يشعر أن لديه فرصة مقبولة للفوز.
وفي استطلاع للرأي أجرته صحيفة هآرتس في 12 آب الحالي, قال 1308% من الذين استطلعت آراؤهم أنه في حال قاد شارون حزب الليكود في الانتخابات العامة فسيصوتون لصالح الحزب في حين قال 1301 أنهم قد يصوتون ضده.
وإذا كان نتنياهو هو من يقود الليكود قال 1002 % من الذين استطلعت آراؤهم أنهم سيصوتون لصالح الليكود في حين قال 906 % على الأرجح نعم .