إضافة الى مسائل اجرائية في القطاعين العام والخاص تمس هذه العمالة بشكل مباشر, وصولاً الى (عقدة الحبل) المتمثلة في فرص العمل التي لا تأتي إلا بالاستثمارات الجديدة, ابتداء من الشروع بتأسيس مشروع شخصي متناهٍ بالصفر أو حتى فرصة العمل العام ومن ثم أكبر المشاريع التي تؤمن آلاف فرص العمل.
شبكة تشغيل دولية
الجديد الآن إعلان الدكتورة ديالا الحج عارف وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل عن إنضمام سورية الى الشبكة الدولية لتشغيل الشباب,
وطر ح استراتيجية وطنية لتشغيل الشباب السوري في مؤتمر صحفي بدمشق بحضور مدير المشروع السيد ريتشارد ستريث وهو خبير بريطاني في تشغيل الشباب والآنسة يمامة اليعربي المديرة التنفيذية للمشروع وقد عرفت الحج عارف في البداية بالشبكة الدولية لتشغيل الشباب, التي تعمل بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة بالتشارك مع البنك الدولي, وأمانتها العامة منضوية تحت منظمة العمل الدولية,وتضم هذه الشبكة خمس عشرة دولة ريادية كانت إحداها ومن أهمها.
وتعنى هذه الشبكة بايجاد استراتيجيات خاصة في كل دولة لتشغيل الشباب والحد من بطالتهم . وكان مسوغ إطلاق هذه الشبكة عالمياً أن هناك بطالة كبيرة في قطاع الشباب في معظم دول العالم. وقد احتلت هذه البطالة العناية الخاصة من قبل المنظمات الدولية ذات الشأن, وفي المقدمة منظمة الأمم المتحدة.
وأرجعت السيدة وزيرة العمل سبب العناية الى أهمية عنصر الشباب باعتباره ثروة وطنية لدى كل الدول ولابد من الحفاظ عليها, وهدفت هذه الشبكة الى تبادل الخبرات والاستراتيجيات في كل دولة إضافة الى الاستعانة بالخبراء الموجودين في كل دولة من أجل الحد من البطالة.
وأكدت الحج عارف أن سورية طلبت الانضمام الى هذه الشبكة في مؤتمر منظمة العمل الدولية في السابع عشر من حزيران الماضي, وتمت الموافقة.
وانسجم ذلك مع السياسة العامة للدولة التي أخذت في الاعتبار الألفية السابقة, وكانت من أوائل الدول التي وضعت خطتها الوطنية بالتوافق مع الألفية الثالثة, وكانت الاستراتيجية الوطنية لتشغيل الشباب جزء اًمن هذا التوجه, وكشفت السيدة وزيرة العمل أن المبادرة كانت من السيدة أسماء الأسد, عندما حفزتنا بطلب الانضمام لهذه الشبكة الدولية, من خلال ترأسها اجتماعات متعددة بهدف وضع استراتيجية خاصة لتشغيل الشباب, بالتعاون مع خبراء محليين ودوليين والأطراف المعنية بتشغيل الشباب في سورية.
تأهيل .. . تأهيل
وكررت الحج عارف في أكثر من مرة أن ما تعنيه هذه الاستراتيجية هو تشغيل الشباب وليس إيجاد فرص عمل, بل مساعدتهم على الدخول في سوق العمل بشكل متكامل وبشكل مهيأ ليخوضوا غمار هذه السوق, ليحققوا ما يجب أن يحققوه من خلال إمكانيات وخبرات ومهارات فيما يؤدي أن يكون الطلب عليهم كثيراً, إذا عندما نتحدث عن استراتيجية وطنية لتشغيل الشباب السوري لا يعني اطلاقاً أننا سنوفر فرص عمل لهؤلاء الشباب, إنما سنؤهلهم لأن تكون فرص العمل قادمة إليهم.
مع مكافحة البطالة
ورداً حول تساؤل عن تقاطع هذه الاستراتيجية مع البرنامج الوطني لمكافحة البطالة قالت وزيرة العمل : إن هذا المشروع يتعامل مع فئة عمرية معينة من الشباب, بينما مشروع مكافحة البطالة, والتي ستتحول الى هيئة تشغيل تتعامل مع كافة فئات الشباب العاطلة عن العمل , وهذا المشروع لا يهدف لخلق فرص عمل, بينما هيئة مكافحة البطالة تهدف لخلق فرص عمل, إذاً هناك فارق. واستدركت الحج عارف إن هذا لا يعني أن المشروعين منفصلان بل ستفيد هيئة البطالة بالأفكار والأبحاث التي تقوم بها استراتيجية تشغيل الشباب, إضافة الى أن هيئة البطالة ستكون احدى أدوات مشروع تشغيل الشباب.
وبرنامج التأهيل سيعتمد على أبحاث ودراسات و ستتيح هذه الأبحاث معرفة ما متطلبات سوق العمل? وما النقص عند عارض فرص العمل,من هذه المتطلبات,وبالتالي ستوجه برامج التأهيل والتدريب باتجاه هذا النقص الموجود لنتلافاه.
ثقافة العمل...
وأكدت وزيرة العمل بأنه لدينا في سورية ثقافة سائدة للعمل, تعتبر أن من لا يعمل لدى الدولة هو عاطل عن العمل, وما نود خلقه في هذه الاستراتيجية هو غرس ثقافة جديدة بدءاً من البرامج التعليمية الموجودة في الصفوف الابتدائية وحتى البرامج الجامعية العليا, وهذه الثقافة تنص على أن العمل هو عمل في كافة القطاعات, ويمكن لك أن تعمل لدى صاحب عمل وأن تعمل لدى الغير سواء كان قطاعاً عاماً أو خاصاً, لكن يجب أن تتحلى بالمهارة وبالإمكانيات التي تتيح لك أن تكون كفوءاً وبالتالي يطلبك الغير. وهذه هي غاية البرنامج الذي يبدأ من التعليم وينتهي في سوق العمل دون فصل بينهما, لذلك يجب ألا يكون بالأذهان أن الاستراتيجية لخلق فرص العمل, بل هي لتمكين الشباب وخلق مهارات جديدة لديهم بصرف النظر عن نوع التخصص الأكاديمي والعلمي الذي يمتلكونه.
الحاجة .. أم الاختراع
السيد ريتشارد ريست وهو خبير دولي في شؤون تشغيل الشباب: اعتبر أن أهمية هذا المشروع في إيجاد فرص تشغيل للشباب السوري. والمرحلة التجريبية للمشروع بدأت في دمشق, وسنوسع هذه المرحلة التجريبية لمساعدة الشباب السوري وتهيئتهم للعمل.
ورداً على سؤال (الثورة) حول الفترة الترفيهية المحددة لهذا المشروع قال السيد ريست, كانت البداية مع مشروع (بداية )العام الماضي, وانطلقنا من هذه البداية لتطوير فكرة عمالة الشباب, لكن الإطار الزمني سيكون وفقاً لمتطلبات وحاجات الشباب من أجل تحقيق هذا المشروع الريادي, لإعداد الشباب السوري من أجل البدء بمشاريعهم الخاصة بهم, وتمكينهم من متابعتها.
في انكلترا نواجه مشكلة في هذا المجال, إذ يمكن للشخص أن يحصل على شهادة في مجال النجارة , لكن لا يجدوا وظيفة في هذا المجال,وهو بنفس الوقت لا يعرف كيف يبدأ العمل الخاص به.
لذلك إن أحد الأفكار الآن أن نجد رجال أعمال يتحدثون الى طلاب المدارس حول مفهوم العمل وكيفية البدء بالعمل, ويجب أن يتحدث رجال الأعمال عن بعض تجاربهم الذاتية.
لأنه إذا كان آباء الأطفال يعملون لدى القطاع العام, لا يمكن لهؤلاء الأطفال أن يفهموا البدء بذاتهم.
لذلك سنقوم خلال عشرة الأشهر القادمة بطرح هذا المفهوم في المدارس وسنطبق ذلك في عشر مدارس فقط.
مشاريع تجريبية
الآنسة يمامة اليعربي المديرة التنفيذية لمشروع تشغيل الشباب قالت: سيكون العام الأول مرحلة تمهيدية لتشجيع الشباب على دخول سوق العمل أو إقامة مشاريع متوسطة وستتضمن هذه المرحلة وضع خطة متكاملة ومشاريع تجريبية في المحافظات وجمع معلومات عن الهيئات والمنظمات المهتمة بتشغيل الشباب في سورية, إضافة الى العمل مع هيئات الدولة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني.
وهذا المشروع يتكامل مع مشروع بداية برعاية السيدة أسماء الأسد, والمرحلة الأولى ستمتد ثلاث سنوات. وأضافت اليعربي إن الهدف من هذه المبادرة تهيئة الشباب للعمل وتشجيعهم على دخول القطاع الخاص. وسنركز على الأعمار المتوسطة في المدرسة حتى سن الثلاثين.وعملياً سنبدأ بإجراء استفتاء للتعرف على أفكار الشباب حول مشاكل العمل في القطاع الخاص. وأكدت مديرة المشروع أن هذه السنة هي مرحلة تمهيدية, وسنعد تجربة على المشروع في محافظة حلب, حالياً هناك مشاريع كثيرة في سورية تعمل من أجل تشغيل الشباب, لكن لا يوجد رابط بين هذه المشاريع والمنظمات والهيئات التي تقوم بها, والهدف النهائي خلق مشروع وطني لديه القدرات ولديه المعلومات عن الشباب السوري.