وعبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل برفقة نحو ثلاثين رئيس دولة وحكومة مساء الاثنين الماضي بوابة براندنبيرغ التي كانت رمزا لانقسام المانيا، وذلك ايذانا ببدء تلك الاحتفالات من خلال قداس اقيم في كنيسة كثسيمان الواقعة شرقي العاصمة الالمانية، والتي كانت في الماضي واحدة من انشط مراكز الاحتجاج خلال الاسابيع والاشهر التي سبقت سقوط الجدار.
وتقدمت المستشارة ميركل، التي ترعرعت في الجزء الشيوعي السابق من المانيا، والتي كانت تعرف بجمهورية المانيا الديموقراطية، جموع الحاضرين في القداس.وحذرت ميركل من ان آثار تقسيم المانيا الى شرقية وغربية ما زالت شاخصة وقائمة بين الالمان.
وقالت ميركل، في تصريحات للاعلام الالماني ان عملية توحيد المانيا ما زالت غير مكتملة، حيث الجزء الشرقي ما زال يحاول اللحاق اقتصاديا بالجزء الغربي الغني من المانيا.
يشار الى ان معدلات البطالة في الجزء الشرقي من البلاد تبلغ ضعف معدلاتها في الجزء الغربي.
وكان اقيم الجدار في المانيا الشرقية عام 1961 بطول 155 كيلومترا بغية عزل الجزء الغربي من برلين، ومنع مواطنيها من الفرار الى المانيا الغربية.
وقد افتتحت المعابر عبر الجدار بشكل مفاجئ في التاسع من تشرين الثاني عام 1989 عقب احتجاجات استمرت عدة اسابيع.
ومن بين الذين حضروا الاحتفال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، اضافة الى الرئيس البولندي السابق ليخ فاليسا زعيم نقابة التضامن ورئيس الوزراء المجري السابق ميكلوش نيمت الذي اتخذ قرار فتح الحدود مع النمسا أمام الألمان الشرقيية. كما حضر الاحتفالات الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل جورباتشوف الذي مهد الطريق أمام انهيار منظومة الكتلة الشرقية.
وشهدت برلين قرب البوابة حفلا موسيقيا ضخما تخللته احتفالات بالالعاب النارية ومشاركة موسيقيين من جميع أنحاء العالم.
وكانت وزيرة الخارجية الامريكي هيلاري كلينتون حاولت استثمار هذه الاحتفالات بالدعوة الى اعادة تنشيط الجهود الاوروبية الامريكية الهادفة الى انقاذ ما دعته ضحايا القمع والتطرف الديني.
وقالت كلينتون، في كلمة امام كبار السياسيين الاوروبيين المحتفلين بذكرى سقوط الجدار: «علينا ايضا ان نشّكل شراكة اقوى لهزيمة جدران القرن الحادي والعشرين، ومواجهة هؤلاء الذين يقفون ويختبئون وراءها، وهم المفجرون الانتحاريون، ومن يقتلون البنات لانهن يرغبن في الذهاب الى المدرسة».
الا ان توماس كاروثرز المحلل السياسي في مؤسسة كارنجي للسلام العالمي ومقرها واشنطن قال ان خطاب كلينتون هو بمثابة اصداء لخطاب ادارة الرئيس السابق جورج بوش، الذي كان يقارن بين عهد الحرب الباردة ومحاربة التطرف. وراى ان الاوروبيين وغيرهم لم تقنعهم تلك المقاربة، وان قناعات الاوروبيين لم تتغير حتى مع تغير الادارة الحاكمة في البيت الابيض.
وكانت كلينتون دعت ايضا بهذه المناسبة لأن يشكل هذا الحدث دافعا لجميع الشعوب في العالم، بوقف كافة انواع التفرقة العنصرية وهدم الحواجز والجدران المبنية على اسس دينية او عرقية.
وهذه الدعوة دفعت الفلسطينيين في بلدتي نعلين وبلعين وباقي مدن الضفة الغربية التي يتم عزلها بالجدار العنصري الذي تقوم اسرائيل ببنائه الى التساؤل عما اذا كانوا غير مشمولين بكلام الوزيرة الاميركية .
وقد حاول عدد من الشبان الفلسطينيين بمشاركة بعض نشطاء السلام لفت أنظار المجتمع الدولي الذي يحتفل بازالة جدار منذ عشرين عاما الى جدار أشد وطأة تعمل اسرائيل منذ سنوات على اقامته داخل الاراضي الفلسطينية، حيث نجحوا في قرية بلعين في فتح ثغرة في هذا الجدارالذي يمزق بلداتهم ويشتت عائلاتهم ويحول حياتهم الى جحيم لا يطاق، وسط صمت دولي مريب