والحراك السياسي والفعل وكأنهم هم من يمسك بأدوات وخيوط ما يجري، لا المشغِل لهم من خلف البحار، أو من المنطقة، وعلى هذا الوهم تبدو حفلة الحماقات والطيش متسعة المدى، ولايعرف من يرتكبها أنهم ممسوكون بحبل ربما أعطي بعض الطول الإضافي من أجل تحقيق مآرب وأهداف أخرى، لم تستطع الأدوات الإرهابية تحقيقها على الأرض على الرغم من كل الضخ الهائل بالمال والسلاح والإعلام.
أجراء النفط بما يرتكبونه من حماقات وضخ إعلامي، هم منفذوه بالوكالة وبالتمويل، تذهب بهم الأوهام إلى التصرف وفق حالات جنون العظمة من التحريض على محور المقاومة وعلى رأسه سورية والمقاومة اللبنانية، وكان لافتاً أن التصريحات الإسرائيلية قد فضحتهم عن قصد وتصميم، وليس بمقدور أحد من هؤلاء التبع أن يعلن أو أن يقول عكس هذا، أو أن يتصرف على نحو مغاير، فكل ما جرى من حرب عدوانية على سورية خلال السنوات السبع، وما قبلها، كانت الغاية منه الوصول إلى اللحظة الفارقة من أجل تصفية القضية الفلسطينية وعلى عجل، وعلى مرأى ومسمع العالم كله، بلا حقوق مهما كانت صغيرة.
قادة الكيان الصهيوني يعلنون أنهم يعملون مع (ممالك الرمال) وأن علاقاتهم بها تزداد كل يوم اضطراداً، ولكن هذا لايعني أن إسرائيل سوف تكون العصا التي تضرب بها مملكة بني سعود، على الرغم من توق إسرائيل لضرب كل قوى المقاومة ومحوها لو كان بإمكانها فعل ذلك.
المشهد المرتسم في المنطقة يشي أن التآكل الذاتي، بل الاحتراب الداخلي لممالك الرمال ليس ببعيد، ولن يكون ثمة منقذ لها منه، فهي التي قطعت آخر خطوط الرجعة، وقد ألقت بكل ما لديها من أوراق بحضن المشغِل الذي تلقفها بدوره ليعيدها أوامر صارمة عليكم أنتم بالتنفيذ، لا نحن، فلسنا من ينفذ، فيعود المال الخليجي من جديد لصب المزيد من المال للمجموعات المسلحة في سورية ودفعها إلى المزيد من الأعمال الإرهابية لعله يجدد صك الاستخدام، ولكن العمه الذي يزداد كل ساعة عنده يمنعه من قراءة الميدان والمتحولات السياسية التي فرضها الميدان السوري، تحولات اعترفت بها القوى العالمية التي ظلت تكابر وتعاند، لكنها مكرهة اعترفت بما حققه الجيش العربي السوري، بينما الأدوات التي انتفخت حتى التورم ظلت في سبات وعمى أبدي هو بالمحصلة اجتثاث لها من الجذور.