قدر استطاعتها. وكل ما يتم ترجمته قليل بالمقارنة مع ما يتم ترجمته في أي دولة أوروبية صغيرة، كبلجيكا مثلاً.
ولا يمكننا أن نلقي اللوم على دور النشر الخاصة فقط، والتي تقوم باختيارات، ليست موفقة دائماً. ولكن اللوم يلقى على المؤسسات الحكومية الرسمية العربية، التي تقع على عاتقها مشاريع الترجمة ونقل ما يفكر فيه الآخرون.
لست ضد إعادة طبع الكثير من الكتب الفكرية العربية، والمؤلفات الثمينة، ولكني مع الإسراع في نقل المؤلفات الحديثة التي تصدر في العالم الآخر. ولكوننا عالماً ثالثاً، وإنتاجنا الفكري والفني والأدبي متواضع، فعلينا أن نقوي قطاع الترجمة بكل ما لدينا من قدرة. وهذا الأمر يحتاج إلى تعاون كثير من الجهات الحكومية العربية.
إن الترجمة مفتاح لمعرفة الآخر، وأداة فعالة لمنحنا معرفة نحن في أمس الحاجة إليها؛ إذ إن معرفة كيف يفكر الآخر وبماذا يفكر، تدفعنا إلى تطوير أفكارنا وتحفيز مخيلتنا لخلق عالم جديد، مختلف وأجمل.
نحن نعلم أن المراحل التاريخية التي نهضنا فيها بترجمة تراث الشعوب، جعلتنا في المقدمة، وجعلت علومنا تتفوق وأدبنا يزدهر، ووصلت مؤلفاتنا إلى أصقاع الأرض، وتم تدريسها في جامعات العالم المتقدم.
ليس علينا أن نذكر هنا أهمية نقل العلوم الحديثة، وليس علينا أن نقنع بأن تلك المؤلفات التي نصدرها، كافية لتقدمنا. وربما لا تستطيع قدرات مؤسساتنا الرسمية والخاصة، أن تترجم كل ما يصدر في الخارج، ولكنها ببساطة تستطيع أن تختار ما يهمنا، وهو كثير كثير.
Okbazeidan@yahoo.com