مع أن بعض النقاد وجدوها تفيض حيوية ونشاطاً وأملاً، وهذا ما لا يمكن أن تدل عليه.
ذهب آخرون إلى أن هذه اللوحة الفريدة، والأكثر شهرة عند فان كوخ، هي جنون عبقرية مريض نفسي، كان يعاني من حالات عدم تأقلم مع واقعه وعصره.
بيد أن الدوامات الموجودة في اللوحة، فتحت نقاشات كثيرة، منها أنه كان يعاني من حالة نفسية هشة، أو أنه كان يصور المجرات في الكون، حيث وجدت في عصره بعض الرسومات للكون، ومن بينها رسم للفنان الإيرلندي ويليام بارسونز وهو يصور مجرة «الدوامة» في منتصف القرن التاسع عشر. ويقال إن هذه الرسمة قد ألهمت كوخ، فقام برسمها في هذه اللوحة، وفي لوحات لاحقة.
ربما هذا يكون مجرد تكهن، لأن فان كوخ عندما رسم هذه اللوحة، كان في وضع نفسي متدهور، وكان سلوكه يتسم بالغرابة. ولذلك فإن جنون هذه اللوحة وعفويتها، دلت على انفعال قوي، لم يظهر في لوحات أخرى بهذه القوة.
إن هذا الأسلوب شديد الانفعال والهائج، عبر عن عقل معذب وغير متصالح مع محيطه. وكأن هذه اللوحة تعبير عن ثوريته ورفضه لأية حالة طبيعية تحيط به.
اللوحة عبارة عن مدينة سان ريمي تلفها الكآبة، وتحوم فوقها الدوامات، وتنحني أشجارها بحزن شديد، وتظهر نجومها وكأنها دوامات. أما الحقول والمرتفعات فإنها تهتز وتوحي بعدم الثبات، وكأنها تتأثر بحركة الدوامة الهائلة الهائجة في السماء. وألوان اللوحة باردة ومعتدلة: الأزرق وتدرجاته والأصفر وتدرجاته، مع لون أخضر خجل.