تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دمشق النور والمجد

ملحق ثقافي
2017/11/14
زكريا أحمد

من غَسلَ قَلبَهُ باسم «دمَشقَ» تَعَمَّدَتْ رُوحُهُ بالنّور وَالمَجْد وَالألَق وَتَخَضَّبَتْ شَرَايينُهُ بجَدَائلَ عَـذْرَاء تَحْترفُ الطُّهْرَ، تَمْلأ جَرَّتَهـَا بمَاء الذّهَب وَعطْر اليَاسَمين.

هيَ «دمَشقُ» عُكَّـازةُ القُدْس العَتيقَة المُنْهَكَة وَوسَادَةُ بَغْدَادَ المَكْلُومَة وَتوْأمُ القَاهرَة مُتَنَفس البُسَطَاء.. هيَ كَلمةُ سرِّ حَـاضـرَات العَـرَب وَالعَلامَةُ الفَـارقَةُ للعُرُوبَة تُطْعَنُ اليَـومَ منَ الخَلْف، وَيتَهَـافتُ أقـزَامُ العَـرَب إلى النّيل منْ أصَالتهَا وانتصَابهَا وَخَيَاراتهَا وَانحيَازهَا إلى الحَقِّ وَالحَقيقَة التي لَنْ يَطْمسُوهَا أبَـداً...‏‏‏

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

«دمَشقُ» بَدأتْ بالتّعَافي حَقَّاً وأبجَديّةُ اليَاسمين أقوَى منَ ثَقَافة المَوت دَومَاً.‏‏‏

عَــافََــاك ِحَـاميك ِيَـا شَـامُ منْ سقمِ ِ‏‏‏

وَحَبَا دُمُــوعَـك ِتـرْيَـاقــا ًمنَ الحممِ‏‏‏

قـدْ كُـنْـت ِمـنْ أجَل ٍللعُرْب ِبَلْسَمَهُم‏‏‏

وَاليـَـومَ يَـا أسفي بـَـاعُـــوك َلـلبُــوَم ِ‏‏‏

طَعَنُــوا بمـدْيَـتـهـمْ مَـنْ عَــزَّ أمُّتهـمْ‏‏‏

من غيـر جلَّقَ في السَّاحَـات لمْ تَنَم ِ‏‏‏

دَفعَـتْ ضَـرْائبَهُـمْ طَـوْعَـا ًومَـا اكْترَثَتْ‏‏‏

بـالـنَّـائـبـَات وَلا بـالمُـعْـتَـدي القَــزَم ِ‏‏‏

أنسُــوا العــرَاق؟! إذا حَـلَّـتْ بـه تَتَر ٌ‏‏‏

صَلبُـوا الفُـراتَ أدانــوا الـقَـومَ بـالتُّهم ِ‏‏‏

للنّـفْـط قَـدْ زَحَـفُـوا وَالعُـرْبُ تَـدْفَعُهمْ‏‏‏

وَالـذّئـبُ أخْـبْـثـُـهُ مـَا الْـتَـفّ بـالعمَم ِ‏‏‏

هَبـَّتْ دمَشْقُ تنـَاجي مَنْ بهمْ خَرَف ٌ‏‏‏

أيـنَ المُـرُوءةُ؟! هَل تَـاهَتْ بمُزْدَحَم ِ‏‏‏

فَـاليـَومَ بيـعَ عــرَاق، كَيـفَ حَـالتكُمْ‏‏‏

أتـَـرَونَ كـيـفَ يَغُـورُ الـوَحْـلُ بـالقَـدَم ِ‏‏‏

وَالقُـدْسَ وَردَتـُنـَـا قُـصَّـتْ جَـدَائلُهَـا‏‏‏

وَسَمـَاءُ غَــزّةَ لمْ تَسْلَـمْ مـنَ الظُّلَم ِ‏‏‏

حِـتَّـى الطُّـفُـولـَةُ صهْيُـون ٌيـُعَـذّبـُهَـا‏‏‏

إيـمَــانُ تَـنْــزفُ وَالأعْــرَابُ لـمْ تَـقُـم ِ‏‏‏

فِـالجِــامـعُ الأمَـــوّيُّ تَبكـي مَــآذنـُـهُ‏‏‏

إذْ مــا تَئّنُ قـبـَـابُ القُـدْس مـنْ ألَـم ِ‏‏‏

وَالـيَـاسمينُ تَسيـلُ الآهُ مـنْ فَـمــه ِ‏‏‏

مـنْ نَـوح نَـابُلُسَ قـدْ ضُـرّجَـتْ بــدَم ِ‏‏‏

هَــذَي دمَشْقُ عَـرينُ المَجْد منْ أزل ٍ‏‏‏

لَـنْ تَسْتَكينَ وإنْ حُـفَّـتْ بـمُـضطَـرَم ِ‏‏‏

فَـالطَّـودُ في شَمَم ٍمـنْ فَــوق أوْدية ٍ‏‏‏

وَالـرَّاكـدَاتُ سُـدَى ترقَى إلى القمَم ِ‏‏‏

وَغَــدَا ًيـؤوبُ حَمَـامُ الشَّـام في فَرح ٍ‏‏‏

بَـعـدَ المُصيبـَة في رُوح ٍوفي شَـيم‏‏‏

الله أكْـــرَمَ مـنْ سَـكَـنَـتْ جَــوَارحُــهُ‏‏‏

وَأنَـا المَنُــوطُ بهَـا عشقَـاً ولــمْ أضَم ِ‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية