ولادهشة عندما تنفض الأحاسيس غبار الانتظار وتنطلق نحو تاريخها الوجداني الى المنبت إلى مرابع الطفولة إلى البداية حينها لن تضيمهم المصطلحات ولا تؤثر التصريحات وأسلحة الخوف تذهب إلى صدور من صنعها.
لا وألف لا
نعم، كلمة حق قالها أهلنا في الجولان منذ زمن بعيد لا للتهويد، لا لسحب الهويات السورية، لا للتطبيع ولا لكل ما يجرح مشاعر عروبتهم ووجودهم واليوم يقولون ألف لا لهذا السلخ العلني والمقصود للجولان الذي يضعه خارج الخارطة السورية كما تظهره بعض الفضائيات العميلة والمأجورة على شاشاتها.
ويصف أهل الجولان ما تفعله هذه المحطات بالتعدي على حقوقهم الانسانية وعلى انتمائهم الوطني وهويتهم السورية.
السيد أديب شقير من القرى المحتلة يقول: إن كلمات تحمل العودة والعبور والوفاء للوطن تهز أركان اليهود فكيف هو الحال عندما ينطلق أبناء الجولان وأبناء فلسطين المحتلة في تظاهرة لاجتياز الحدود مؤكدين العودة والحق في أرضهم وأرض أجدادهم.
أصواتهم تنادينا
كيف يمضي الوقت كيف تمر السنين ذلك يعرفه أهل الجولان الذين قارعوا ظلم الاحتلال وعاشوا حسرات التهجير لكنهم لم ينسوا أن يحملوا صور قراهم وذكريات حياتهم الجولانية قبل الاحتلال كما حملوا غصة الرحيل والفراق قال شقير: نغتنم كل الفرص للحديث عن بيتنا الجولاني وأرضنا وننقل ذلك على مدار 43 عاماً إلى أولادنا الذين لم يزوروا تلك الأرض الحبيبة ليتمسكوا بها أكثر ويعملوا على تعريف العالم بحقهم فيها.
والأدوات التي حملها أهل الجولان معهم والأوراق والصور، الهويات القديمة ومفاتيح بيوتهم التي دمرها المحتل ثوابت للحق والتاريخ مؤكداً انه لم يغير منهجة في طريقة العيش التي كان يؤمن بها قبل الاحتلال وأن استمرار أبناء الجولان في مبادئ وقيم مغروسة فيهم شكلت لدى الجيل الجديد حالة وجدانية قوية أثارت الشوق إلى العودة وإلى الأرض المحتلة.. فقد استمر الجولانيون وبخاصة النساء في تربية أولادهن على روح الوطن ومحبة الأرض وبقي الزي الجولاني السوري يواكب مسيرة حياتهم حتى الآن.
بوابة الحق الجولانية
إن بوابة الجولان المحتل التي فتحت الأمل للشباب الجولاني والفلسطيني أعادت دفء الأوطان ورفعت صوت الحق بقوة التحدي فهذا أيضاً أبو مظهر برزج أحد أبناء قرى الجولان المحتل الذي تجاوز السبعين من عمره يعود ليؤكد شبابه مع هذا الحدث الكبير.
هذا الكبرياء العظيم الذي شهدته ساحة مجدل شمس و أصوات الشباب تنادي بالعودة والحرية من الاحتلال، وهم يتخطون حقول الألغام والاسلاك الشائكة بصدورهم العارية.
نعم هذه البوابة الجولانية بالنسبة لأبو مظهر ولكل السوريين مفتاح البيت الوطن ورسالة الأجداد إلى الأبناء التي بدأت تتحقق. اليوم طعم الحياة مختلف فقد لونته الكرامة بطعم العسل، اليوم الأحاديث تختلف فقد اختلط ليل الانتظار بإرادة الفجر.
وبنبرة الحائر والمتفائل يتساءل ابن الجولان المحتل كيف أثرت لحظة العبور هذه على جيش «اسرائيل» وقيادته قائلا: هم شباب لا يحملون أي نوع من أنواع السلاح سوى الايمان بحقهم ولمجرد أن شاهدتهم «إسرائيل» يقطعون حدودها الوهمية والمدججة بالألغام شعرت بالخوف الشديد وصرحت أنها بحاجة لسبعة آلاف جندي لمعالجة مثل هذه المشكلات من وجهة نظرها.
فما هذا الوهم اليهودي الذي يخيف العالم وهو يخاف من أشخاص عزل:
لسان أهلنا الجولانيين جميعاً مهما طال الزمن ومهما كثرت أساليب التهميش على الأرض وعلى الخرائط وفي محافل الدول العميلة لن تكون «إسرائيل» سوى عبور في كلام عابر.