تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الغرب «يأسف» وإسرائيل تواصل استيطانها!!

ايمانيتيه
الاثنين 30-5-2011
ترجمة: سراب الأسمر

ها هي رياح التغيير تلوح في أفق فلسطين مرة أخرى مع بدء حركة الشباب الفلسطيني لإنهاء الانقسامات السياسية وانطلاق التظاهرات بمناسبة ذكرى النكبة الكارثية، وللأسف

لم تنظر الصحافة الفرنسية ووسائلها الإعلامية لهذا الأمر باعتباره كارثة بالنسبة للفلسطينيين والتكتم عن الحقائق والمقصود بذلك الإبعاد الجبري لثمانمئة ألف فلسطيني عن أراضيهم وهذا يعني تطهيراً عرقياً محضاً ترافق بالقتل وكل هذه السياسة العرقية بدأت قبيل تأسيس إسرائيل.‏

هذا ما يحدث حتى الآن في فلسطين، ففيما تستمر السلطات الفرنسية الرسمية والأوروبية والأميركية بالتأسف والرثاء والنداء والتوصيات، تستمر السلطات الإسرائيلية ببناء المستعمرات وإكمال الجدار الفاصل وحصار غزة وهذه الأمور مجتمعة تنسجم في قالب واحد وهو انتهاك الحق بالقمع والقصف والجرائم الحربية المتكررة.‏

ولسان حال الأوروبيين يقول نحن المانحين الدائمين ونتيح للسلطة الفلسطينية فرصة تعديل موازنتها، أما الواقع والمرئي فيؤكد أن واشنطن تمول بمساعداتها الأساسية ولاسيما العسكرية «إسرائيل» وملخص القول: إن «إسرائيل» تدفع تكاليف الاحتلال من حساب الاتحاد الأوروبي وتمول نفقة حروبها من الولايات المتحدة.‏

هل يأتي اليوم الذي سنخرج فيه من هذا المأزق الدرامي؟‏

تتفحص الرباعية (الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي، ومنظمة الأمم المتحدة) المسألة بانتظام بهدف التصريح عن الوضع فتستخدم خطاباً مختصراً مؤكدة ضرورة النقاش بالتأكيد إنه لابد أن يترافق هذا الأمر مع المرجعية بتأسيس دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967 لكن ماذا يحدث في الواقع؟‏

لماذا قد تقبل اسرائيل بالتخلي عن هذا المشروع الاستعماري حيث إنها تطمع بشكل أساسي باحتلال الجزء الأكبر من الأراضي الفلسطينية عبر سياق سياسي يتعهد به بالإجماع اليمين المتطرف واليمين وحزب العمال.‏

لابد أن نستخلص بعض الملاحظات:‏

أولاً: يجب أن نقر أنه إذا كان التفاوض ضرورياً فالحل العادل والمستمر لن يكون ثمرة لتنازلات متبادلة بين طرفين يترتب عليهما نفس المسؤولية، ففي الواقع هناك مستعمر ومستعمر مُحتِل ومُحتَل دولة تهزأ بالحق وحق لدولة لاتزال مهانة، فبناء دولة فلسطينية مستقلة ضمن نطاق حدود عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية واحترام مبدأ حق العودة للاجئين سيكون هذا الأمر ثمرة تطبيق قرارات الأمم المتحدة والحق الدولي وهذا يعني تماماً إلغاء المستوطنات وجدار الفصل العنصري ونهاية الاحتلال العسكري.‏

ثانياً: قررت حركة التضامن العالمية تشريع مبدأ الضغط لتحريك الأمور وذلك بحث الرأي العام للمطالبة بحل سلام حقيقي وضرورة تطبيق عقوبات بحق إسرائيل ومقاطعة بضائع المستوطنات وكل ما يغذي الاستيطان هذا التوسع غير الشرعي أساساً.‏

ومن هنا جاءت فكرة سفينة غزة من أجل قطع الحصار رمزياً والذي يحتجز خلفه 1،6 مليون فلسطيني ضمن شروط مزرية.‏

وقد تم جمع خمسمئة ألف يورو لهذا الغرض الأسمى في التضامن وقد التزم الحزب الشيوعي الفرنسي بشكل تام في هذه المبادرات والسفينة تبحر قريباً من مرفأ مرسيليا.‏

الأمر الثالث اتفاق المصالحة السياسية بين فتح وحماس شكل خبراً جيداً لأنه لا يمكن حدوث حل ممكن دون الوحدة الفلسطينية إذ يعتبر شرطاً لا غنى عنه لحدوث انتخابات شرعية للسلطة الفلسطينية.‏

أخيراً الاعتراف بالدولة الفلسطينية حقق نقاطاً ولاسيما في أميركا اللاتينية وحتى في فرنسا لا يمكن استبعادها.‏

وقد عبر الحزب الشيوعي الفرنسي ببرلمانيته وسكرتيره الوطني بيير لوران عن هذه الضرورة وبقوة، وستصوت الأمم المتحدة على قرار في هذا المنحى في شهر أيلول المقبل.‏

ولهذا يجب على الجماعة الدولية أن تنكب على المسألة التالية:‏

هل يمكن قبول دولة مسيطرة (إسرائيل) باستيطانها لدولة أخرى (فلسطين)؟ نطرح هذا السؤال بانتظار الإجابة عنه.‏

ترى ماذا سيكون الجواب؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية