تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قمصان الصيف الزائل

رسم بالكلمات
الاثنين 30-5-2011
عماد الدين موسى

لم يعد ممكناً قتل العصافيرِ

لم يعد ممكناً قنص الحجل‏

البلادُ التي كطفلٍ على أطراف النهر الهادر‏

البلادُ التي‏

لم تعد ممكنة.‏

***‏

ليستْ الأشجارُ‏

لا‏

ليست الأحجارُ‏

لا‏

ليستْ الريح‏

ما سأقوله.‏

***‏

كم من الفراشات‏

كم من الشهداء‏

كم من القصائد‏

ما ذهب ذهب‏

وما سيأتي‏

ربما‏

ربما لن يأتي..‏

اتركوا لنا الهواء‏

لأجل الرئتين البريئتين‏

لأجل الصرااااااااااااخ.‏

***‏

لا يكفي ما سأقوله‏

لا يكفي ما ستقوله‏

لا يكفي ما سنقوله‏

الكلام مجرد فعل ما لن نفعله‏

ولا يكفي لفعل أيّ فعل.‏

***‏

بينما‏

رأيتكَ تحملُ عصفوراً‏

لأنكَ تحلمُ بالربيع،‏

بينما رأيتكَ تحملُ قفصاً‏

لأنك تحلمُ بالحرية،‏

بينما رأيتك‏

تضع القفص‏

على جناح العصفور...‏

بينما رأيتكَ‏

يا العصفور‏

يا العصفور.‏

***‏

ريثما أحبّكِ‏

العصافيرُ تتعلم عادة الطيران‏

ريثما أحبّك‏

الفراشات لن تموتْ‏

أن أنظر صوبكِ‏

أن أقول ما سأقوله لأنكِ‏

أن أتمدد تحت شمس الظهيرة‏

أن أرنو إلى البحر‏

أن أزولُ‏

أن أعود من صيد الحيتان‏

أن أشتعل كما لو عود ثقابٍ‏

في بيدرك.‏

***‏

لن أرتديها هذه السنة أيضاً‏

لن ألمسها‏

طالما أنادي على غيابكِ‏

بأعلى صوتي...‏

القميص ذو الكم‏

ذو النصف كم‏

ذو الأكمام‏

قمصان الصيف الزائل‏

لن أرتديها أبداً‏

سأضعها كزجاجة عطرٍ‏

أمام أنفاسكِ.‏

***‏

لا ينبغي أن أشرد لموسيقاكِ‏

لا ينبغي أن أسترد ما فقدته‏

لا ينبغي‏

العمل على شيء‏

من أجل العمل،‏

البيادر تجعل أيامنا ماضية إلى الهباء‏

وأما العصافير الذاهبة إلى الحقل‏

من تلقاء نفسها...‏

فمن أجل أغنيةٍ‏

لهذا‏

الصيف‏

الزائلْ.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية