|
مفارقات نقدية ثقافة هو فنان ثم ما لبث أن أعلن عن انكسار الخط البياني للنقد الذي كان صاعداً في الخمسينيات أي يوم كان معظم الذين يمارسون الكتابة في الفن التشكيلي من الأدباء والشعراء والهواة والطلاب والمراسلين. والمفارقة الكبرى برزت حين اعترف أمام الحضور رداً على سؤال: انه غير مطلع على الكتب النقدية التشكيلية التي صدرت في السنوات الأخيرة. تشكيلي آخر نشر لنفسه في المجلة الرسمية المتخصصة بالفن التشكيلي التي يرأس تحريرها ملفاً مطولاً عن أعماله احتل ربع صفحات المجلة مع العلم أن كل ما أنتجه من أعمال خلال الأربعين سنة الماضية لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة. تشكيلي ثالث قدم لنا قراءة تشكيلية ركيكة نشرها له رئيس تحرير المجلة الذي أشرنا إليه في فقرتنا السابقة والذي احتفى بنفسه في مجلته اعتبر فيها أن برهان كركوتلي وصخر فرزات أهم فنانين بعد فاتح المدرس ظهرا خلال المئة سنة الماضية مع العلم أنه لم يذكرهما أحد من النقاد في الكتب المهمة التي صدرت في النصف الثاني من القرن العشرين حيث غابا عن كتاب د. عفيف البهنسي «الفنون التشكيلية» وعن كتاب الناقد طارق الشريف «عشرون فناناً من سورية» وعن كتاب «الفن التشكيلي المعاصر في سورية» الذي أصدرته صالة أتاسي. فنان تشكيلي رابع لايعجبه العجب على الصعيدين التشكيلي والكتابي لم يتمكن من معرفة أو اكتشاف أصحاب مقالات سابقة تناولت تجربته بعد ان أعيد نشرها عن غير حق في كتاب تجميعي دون توقيع مع العلم أن المقالات المذكورة موثقة لديه وسبق أن أشير إليها في كتاب خاص أصدره عن مسيرته الفنية والحياتية. فنان تشكيلي خامس اعتبر في حوار نشر مؤخراً في إحدى مجلاتنا الثقافية أن النقاد الأكاديميين هم الاكثر جدية وقدرة على استشراف آفاق وتجليات التشكيل السوري المعاصر مع العلم أن النقاد الاكاديميين غيبوه عن مجمل الكتب التي صدرت تحت إشرافهم على الرغم من أنه أحد أهم فنانينا الواقعيين الأكاديميين. adibmakhzoum@hotmail com
|