وكانت فنون الرسم الصيني قد ضربت أرقاما قياسية في المزادات العلنية مؤخرا حيث شهدت صالات وأسواق كل من سوتسي وكريستي ودرووا ونيويورك اقبالا منقطع النظير على تلك الروائع لتحتل فنون الصين قمة الهرم في المبيعات بعد أن كانت فرنسا في المرتبة الاولى على هذا الصعيد أمام بريطانيا والولايات المتحدة .
اليوم تتقدم الصين في هذا المجال لتصل مبيعاتها الى 8,3 مليار دولار مقابل 1,8 مليار دولار لفرنسا و7,9 مليار لبريطانيا و 12,3 مليار للولايات المتحدة أي أن التقدم الأكبر في المبيعات هو لآسيا التي ارتفعت مبيعاتها من 14% عام 2009 الى 23% عام 2010 بينما تراجعت مبيعات فرنسا من 11%الى 5% أي تحولت تجارة كنوز الفن باتجاه الشرق .
حضارة الصين التي يدين لها العالم خاصة أوروبا يعود الفضل اليها في كثير من الاختراعات والصناعات ,من اختراع البارود الى صناعة الورق الى البوصلة التي اخترعها أنصار كونفوشيوس والتي لولاها لما اكتشف كريستوف كولومبوس مع بحارته العالم الجديد المدعو اليوم باميركا .
مؤلفات كثيرة عن تاريخ الحضارات تشهد للصين بتفوقها على صعيد الفكر والثقافة وأنواع الفنون خاصة منها صناعة السيراميك التي كان لها دور كبير في تسجيل آداب المائدة كما كان لرسوم الفنانين الصينيين دور حاسم في ازدهار صناعة الستائر على امتداد القارة الأوروبية بما في ذلك رسوم السجاد المتميزة .
اليوم تتقدم الفنون الصينية لتحتل المرتبة الاولى في أسواق المزاد العلني العالمي حيث بلغ سعر احدى رسومات الفنان كيباشي 46,5 مليون يورو وهو ثاني أعلى سعر بعد لوحة خطها الفنان يانغ تانغ جيان التي بيعت ب 47,87 مليون يورو ويسارع الصينيون لشراء أعمال فنانيهم بأغلى الأسعار حيث يدب فيهم الحماس عندما يباع فنهم الخاص العريق لاسيما اذا كانت القطع أو الأعمال ممهورة بالختم الامبراطوري المعروف بـ «كيانغ لونغ» وهذا يعني أنها من اعجازات الفنانين النادرين حيث أنه في تلك المرحلة الامبراطورية لم يكن يسمح لفنان باستخدام الختم الامبراطوري اذا لم يكن عمله يتمتع بحرفية عالية سواء على صعيد تركيب الالوان او تشكيل الرسوم أو اختيار المواد الفخارية الداخلة في الصناعة.
يقول فرانسوا كرييل مدير معهد كريستيز في هونغ كونغ:
من الروائع التي نجد فيها هذه المواصفات اليوم مزهرية صينية تعود للقرن الثامن عشر وقد وصل ثمنها الى 23 مليون دولار مقابل 130 مليون دولار لاحدى لوحات بيكاسو كان ذلك في العام 2005 أما في العام 2010 فقد تم بيع مزهرية مماثلة لها من القرن الثامن عشر أيضا بمبلغ 83 مليون دولار مقابل 106 مليون دولار لاحدى أعمال بيكاسو في لندن وهنا نلاحظ تحليق السوق الصيني بنسبة 70%.
وفي هذا المجال تضاعف بكين جهودها لتشجيع صناع فنها التشكيلي على مستوى العالم كما يزداد أصحاب المليارات من الصينيين حيث تم احصاء 62 مليارديراً صينياً جديداً للعام 2010 وبذلك سيزداد عددهم بنسبة 20% حتى العام 2014.
هؤلاء الذين ساهموا في رفع أسعار نفائسهم الفنية وتحويلها الى ايداعات مصرفية خاصة أعمال الجيل المعاصر منها على غرار أي وي وي و زينغ فانزهي وزانغ كزيوانغ ,وهذا ما ساهم ايضا في انتشار الصالات ومعارض الفن التشكيلي بشكل أساسي في شنغهاي وبكين وهونغ كونغ بعد ميامي ونيويورك وباريس.