تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ســـــورية.. تبقيــــن بخيـــر

ثقافة
الاثنين 30-5-2011
محمود شيخ عيسى

(1)

وتبقين كما عهدناكِ يا سورية قلباً وسيفاً, وملجأً وأغاني للمجد والحياة وقرأناكِ قصيدة صنعها الأحرار فأصبحنا بها خالدين.‏

قرأناكِ إنجيل عزة, وقرآن بطولة.. وسفر شهامة.‏‏

بطريق ثابت..‏‏

بنبض منتظم..‏‏

كنت الحرية والإباء.. وكنت الوطن كل الوطن..‏‏

يكفيك يا قصيدة الوطن الوحيدة الباقية.. يا توق الشرفاء للكرامة.. يانداء الأطفال لأمهاتهم, يا لهفة الغائبين إلى مرافئ الرجوع.‏‏

يكفيك..‏‏

أنك.. سورية..‏‏

وتبقين بخير.. يا سورية.‏‏

(2)‏‏

مثل امتلاء الليل بالنجوم والحب والشمس بأشعة العطاء والخير لكل سنبلة تزهر قمحاً ورغيف خبز.‏‏

كنت وتبقين نبع الخير والأماني.. يا سورية الأمنيات.‏‏

كنا نحلم دوماً بالضوء في حقول السنابل فكنت نهارنا الأبدي وشمسنا التي لم ولن تنطفئ..‏‏

كنت صوتنا الطفولي الذي زرع ياسمين الوطن فكيف يا سورية وأنت الوطن.‏‏

ها هو صوتك يصرخ فيهم:‏‏

حتى الخريف ينقلب عندنا إلى شتاء وأغانٍ وأناشيد بطولة.‏‏

في ثنايا القلوب:‏‏

نبتسم من الأعماق, نبتسم في وقت محرمة فيه الابتسامة, نبتسم لك يا سورية لإيماننا بأنك وحدك:‏‏

تعلمين الكون كيف تكون ابتسامات الصدق, وكيف تصنع العدالة وكيف تبنى الحياة..‏‏

وتبقين بخير.. يا سورية.‏‏

(3)‏‏

وتبقين..بخير..‏‏

يا سورية الياسمين لمن يحبك.‏‏

يا سورية النوارس لأبنائك المهاجرين وإخوتك القريبين والبعيدين..‏‏

يا سورية القمح والزيتون لمن هم على ترابك وفي حضنك الدافئ ينامون..‏‏

لكنك سورية الصبار والعلقم.. والسيف الدمشقي لكل أعدائك..‏‏

كم أنت عظيمة يا سورية..‏‏

وأنت تفردين شعرك فيلامس السماء وتبقى قدماك ثابتتين في تراب الأرض..‏‏

كم أنت عظيمة يا سورية..‏

وأنت تصبرين‏‏

صمتك يقتلهم, يعذبهم فيفجرون حقدهم, افتراءات كذب وضغوطات يجندون لها كل ما يملكون من أوراق غدر وأحجار شطرنج وبيادق خيانة..‏‏

ولأنك تعلمين أن الموت ليس سوى ورقة ميتة تغذي ورقة تحيا, ولأن الحياة لا تعاش إلا بالكرامة, فأشجارك لا تموت, وجبالك لاتنحني..‏‏

وتبقين بخير.. يا سورية..‏‏

(4)‏‏

كم أنت عظيمة يا سورية..‏‏

كل الأشجار تتطلع باستقامة في عينيك..‏‏

جذور الأشجار تريك الطريق..‏‏

وأنت وحدك تنظرين بعينيك الفولاذيتين اللتين علمتانا التحدي.. تنظرين إلى العالم باستقامة فلا شيء عندك تخفينه.‏‏

يداك نظيفتان.. مغسولتان بالشمس الطاهرة..‏‏

قلبك أبيض.. قلب نبي لايخاف..‏‏

يداك مفتوحتان للحب والسلام.. لكنها تعرف كيف توجه اللكمات لمن يحاول مس حبة رمل من ترابك..‏‏

يا سورية..‏‏

يا نبع الماء المقدس..‏‏

الماء يغلي على نار الشمس..‏‏

لكنه: يغني: وتبقين بخير.. ياسورية.‏‏

Mahm1960@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية