1- أسباب الآفات الخلقية القلبية:
أ- الوراثة (التشوهات الصبغية):
كما في ترافق بعض الآفات الخلقية مع بعض الأمراض ذات الطبيعة الصبغية (كتناذر داون أو المنغولية).
ب- المواد الكيميائية والأدوية المخرشة:
ومثالها هو: ظاهرة التاليدوميد التي أدت إلى حدوث تشوه لدى الأجنة لأمهات تناولن هذا الدواء.
ج- الحمات الراشحة:
نخص بالذكر الحصبة الألمانية التي ثبت أن إصابة الأم خلال حملها بهذا الفيروس يؤدي إلى حدوث تشوهات منها تشوهات قلبية.
د- عوامل أخرى: قد لا نجد سبباً واضحاً لحدوث الآفة القلبية الخلقية ولا تصنف بالأسباب سابقة الذكر لذلك تعتبر أنها متعددة العوامل.
إن أمراض القلب الخلقية تصنف إلى قسمين:
1- أمراض قلب مزرقة: أي إنها مسببة للزرقة لدى الطفل حيث إن إشباع أكسجين الدم ينقص بشكل ملحوظ.
2- أمراض قلب غير مزرقة: وهي التي يكون فيها إشباع أكسجين الدم طبيعياً تقريباً.
ويمكن لهذه الآفات غير المزرقة أن تصبح مزرقة لاحقاً في حال عدم التشخيص أو عدم العلاج.
يمكن أن نذكر أمثلة شائعة في مجتمعنا عن آفات القلب المزرقة وهو رباعي فاللو الذي يعتبر من أشهر الآفات المزرقة وفيه تكون هناك فتحة بين البطينين مع تضيق في الصمام الرئوي وضخامة في البطين الأيمن وامتطاء الأبهر للحجاب البطين باتجاه البطين الأيمن بالإضافة إلى آفات قلبية مزرقة أخرى قد تكون معقدة أحياناً.
أما عن أمراض القلب غير المزرقة فهي أقل خطراً وأكثر تنوعاً، نذكر منها: الفتحات في الحجاب الأذيني والبطيني والقناة الشريانية بضيق برزخ الأبهر وغيرها.
وكذلك نذكر الآفات الصمامية الخلقية وأهمها هي أن يكون الصمام الأبهري بشرفتين عوضاً عن ثلاث شرف.
ويمكن أن يكون لدى الطفل أكثر من آفة قلبية أو تشوه في الوقت نفسه.
2- ماذا عن المظاهر التي توجه إلى وجود آفة قلبية؟..
تعتبر الزرقة لدى الوليد بالإضافة إلى عسرة الرضاعة من أهم المظاهر الدالة على وجود آفة قلبية مهمة لدى الوليد.
أما بالنسبة للأطفال بعد سن الرضاعة فتكون الملامح أصعب حيث إن الانتانات التنفسية الناجمة عن احتقان الرئتين بالإضافة إلى فشل النمو من العلامات التي توجه إلى آفة قلبية.
وقد يكون طبيب الأطفال موجه عند سماعه لنفخة قلبية قد تكون ذات دلالة مرضية.
3- كيف يوضح تشخيص الآفة القلبية الخلقية؟..
تعتبر صورة الصدر وتخطيط القلب الكهربائي مهمين في التشخيص لكن يبقى الصدى القلبي هو الفيصل في التشخيص ويمكن أن تكون القثطرة القلبية متممة لوضع التشخيص الصحيح، كونه يوجد تصوير لأجواف القلب وأخذ عينات دموية مباشرة من جميع الأجواف القلبية.
4- بعد وضع التشخيص المناسب توضع خطة العلاج التي تضم عدة مستويات:
أ- منها ما يكون العلاج دوائياً عرضياً فقط حيث الآفة القلبية معقدة ولا يمكن التداخل الجراحي لها وهي حالات نادرة.
ب- تداخلات غير ضارة وهي التي تجرى بالقثطرة ونذكر منها إغلاق القناة الشريانية والفتحات في الحجاب الأذيني أو البطيني أو توسيع للصمامات القلبية والتي تحمل نسبة خطورة أقل من الجراحة.
ج- تداخلات جراحية قد تحمل بعض الخطورة لإصلاح بعض التشوهات القلبية منها إصلاح رباعي فاللو مثلاً أو الفتحات غير القابلة للعلاج بالقثطرة.
الوقاية: من الصعب القول: إن هناك عنصر وقاية من حدوث آفة قلبية لكن يجب الأخذ بأسباب ذلك وهي:
أ- الابتعاد عن الزواج من الأقارب خاصة الدرجة الأولى.
ب- عدم تعاطي الحوامل لأي أدوية إلا تحت إشراف طبي.
ج- الابتعاد عن مناطق الإشعاع وعدم التعرض للأشعة خاصة في الأشهر الأولى للحمل.
د- التقيد ببروتوكول اللقاح لدى الإناث واللاتي سيصبحن أمهات يوماً ما بالإضافة إلى بعض اللقاحات التي تعطى داعمة في فترة الحمل.
هـ- تجنب الإنجاب لدى السيدات في العمر المتقدم خاصة في العقد الرابع حيث تزداد نسبة التشوهات بشكل مطرد.
وباختصار إن الآفات القلبية الخلقية لدى الأطفال منها ما هو معقد وصعب ويحتاج إلى عدة جراحات وعلى مراحل ومنها ما هو بسيط يمكن تدبيره بأقل الوسائل ضرراً وقد يكون للوقاية بالسبل المتاحة دور في تخفيض نسبة حدوث هذه الآفات.
طبيب مركز جراحة القلب الجامعي