و الاستعداد لإيذاء الآخرين و نفسك لأجل أن يبقى صديقك بقربك فإن هذا أمر لا يمكن إلا و أن يفسر بأنه مرض نفسي بكل معنى الكلمة. وهو الأمر الذي اكتشفته ساره و إن كانت متأخرة إلى حد ما.
عنوان فيلم (رفيقة الحجرة-The Roommate) يشير إلى الطالبة الجامعية الشقراء ريبيكا(لايتن ميستير) التي تتشارك و ساره (مينكا كيلي) غرفة في سكن الطلاب. بدت ريبيكا منذ البداية فتاة رقيقة جدية ولكن منطوية على ذاتها ، بينما ساره الحيوية تملك الكثير من الأصدقاء و لم تفت منذ أول يوم لها في السكن الجامعي دعوة تريسي(آلي ميتشالكا) لحضور حفلة موسيقية كانت الفرصة للتعرف على الطالب و ضارب الإيقاع ستيفن (كام جيغانديت) و سرعان ما تبادلا إعجابا تحول إلى قصة حب .
تنشأ علاقة مودة بين الفتاتين مع رغبة ساره ،التي فقدت أختها و هي في العاشرة من عمرها ،أن تعتبر ريبيكا أختا لها. غير أن رغبة ريبيكا لم تقف عند هذا الحد ، إذ تعلقت بساره لدرجة تهديد بل و حتى قتل كل من يزعج سارة أو يؤذيها ، و الأمر لم يقف عند أولئك بل طال أيضا الأشخاص المقربين من ساره ، لأن ريبيكا ما كانت تحتمل فكرة ابتعاد ساره عنها، و كانت مستعدة حتى لإيذاء نفسها وتلفيق حكاية أن أحدا ما حاول الاعتداء عليها لتستجر عطف ساره و تقنعها بقضاء عطلة عيد الشكر في منزل أهلها عوضا عن ستيفن. و كان لها هذا و كانت أيضا فرصة لتتعرف ساره على جانب خفي في ريبيكا و هو أنها مصابة باعتلال نفسي و انفصام بالشخصية، و لكن الخروج من هكذا مأزق لم يكن بالسهولة التي توقعتها ساره.
في لقطات كثيرة من الفيلم حاول المخرج(كريستيان كريستيانسين ) تصوير كل من الفتاتين من زوايا أظهرت شبها كبيرا في ملامحهما لدرجة أن اختلط الأمر على المشاهد، ربما أراد أن يظهر إلى أي حد كانت ريبيكا متعلقة بسارة لدرجة محاكاتها ، و ربما أراد بإظهار هذا الشبه الغور إلى معان نفسية أكثر تعقيدا مما بدا عليه الفيلم في حديثه عن انفصام الشخصية. أتراه كان يشير إلى انفصام عميق غير ملموس تحمله ساره في داخلها أو ربما يحمله أشخاص يبدون طبيعيين؟؟؟ ربما...