وتنفيذ ومراقبة أنشطة المشروع لتحقيق أهدافه المعلنة، وذلك من خلال تحقيق التوازن بين الوقت والتكلفة والمجال لإنتاج مخرجات ذات نوعية جيدة تلبي أو تتجاوز توقعات أصحاب المصلحة في المشروع، لذلك نستطيع أن نقول: إن المشروع عملية مؤقتة من حيث البداية والنهاية ويترتب عليها مجموعة من النتائج والأنشطة المحددة والمتصلة، لذا الميزانية وضعت لخدمة الهدف فقط.
حول هذا الموضوع أقيمت ورشة عمل تشاركية وتفاعلية في مقر عيادات العمل مشروع شباب - بإشراف وإدارة الأستاذة مايا الكاتب وحضور مجموعة من الشباب الراغبين بتطوير إمكاناتهم والعازمين على مواكبة كل جديد ومعرفته بأيسر السبل، كاتبة: في البداية شرحت مطولاً عن الإدارة وأهميتها وعن العلاقة بين العاملين وضرورة شفافيتها، وعن أهمية الحب فيما بيننا، وردم كل فجوة يمكن أن تبعد بين كادر المشروع لأن هذا كله يؤدي إلى خلل في الأداء وعطب للنجاح، فالألفة تدعم روابط العمل وتقويه كما تدعم الثقة، وتشعر كل شاب
في المشروع بأنه مسؤول مسؤولية مباشرة عن نجاحه.
إن الهدف من طرح مثل هذا العنوان «إدارة المشاريع» هو فتح آفاق جديدة أمام الشباب والشابات من أجل الحصول على فرصة عمل قد تكون غائبة عن أذهان العديد من الشباب وغائبة أيضاً عن أصحاب وممولي المشاريع الخاصة والعامة، علينا كشباب استنباط الجديد واكتشافه من بين تفاصيل الموضوع المطروح أثناء نقاشاتنا وحواراتنا ومن ثم تطويرها إلى أفكار يمكن اعتمادها وتسويقها لتصبح مشروعاً قائماً بحد ذاته.
مسؤولية مدير المشروع حتى لو كلفت شركة أو مؤسسة ما شخصاً ما بإدارة المشروع فإنها تظل
مسؤولة عنه، لكن يبقى مدير المشروع هو المعني
المباشر عن كل ما يجري في هذا المشروع وهو الشخص الوحيد الذي ينسق مع كافة الجهات التي تتداخل مع المشروع والأشخاص الذين لهم علاقة به وأيضاً عليه المتابعة الحثيثة لكافة التفاصيل التي تخدم المشروع وتنميه، إنه العمود الفقري للمشروع فهو الذي
يحدد نسبة النجاح ونسبة الفشل.
المشاريع تختلف بحجمها ومدتها وتعقيداتها، وفي المشاريع المعقدة يمكن لمدير المشروع أن يعمل مع مساعد أو أكثر حسب ما يراه مناسباً وحسب ما يتطلبه
المشروع على أرض الواقع، ويمكن للمدير أن يفوض مساعداً له تحديداً بما يتعلق بالموازنة والميزانية للتكلفة بشكل عام و صرفها بدقة.
وأيضاً يحق للمدير أن يضع مراقباً تنفيذياً لكل مرحلة من مراحل المشروع والإشراف عليه لحظة بلحظة، وبالمقابل عندما يكون مدير المشروع مسؤولاً عن التنفيذ فإنه يجب أن يكون قادراً على الوصول إلى الموارد المختلفة، سواء مالية أو بشرية، وهذا عادة يكون متفقاً عليه بينه وبين الإدارة.
المسؤوليات بشكل عام هي التخطيط زائد إعادة التخطيط، والتنظيم والإدارة الجيدة مع نقل رؤية المشروع إلى باقي فريق العمل الواحد إضافة إلى تخطيط
الميزانية، ومن مسؤولياته أمر صرف لكل الكتلة النقدية المخصصة بالميزانية للمشروع.
سمات ومزايا مدير المشروع الورشة توقفت مطولاً عند أبرز السمات الأساسية التي يجب أن تتوفر في
الشخص لإدارة المشروع أهمها مهارة التنظيم التي يتمتع بها، والابتعاد قدر الإمكان عن الفوضى، إضافة إلى التفكير الجيد والمنطقي والموضوعي حيال أي فكرة تخص المشروع ثم التعاون والتنسيق العالي بينه وبين الكادر الذي يعمل لمصلحة المشروع، وأن يكسبهم الثقة والحب حتى يثمر تعاونهم ويطيب أكله،
المدير الناجح عليه تحفيز العمال وبث روح المنافسة الشريفة فيما بينهم لزيادة الإنتاج ورفع مستوى الدخل لتحسين المستوى الحياتي علماً أن هناك فرقاً بين
مدير مشروع قائد ميداني ومدير مشروع إداري، لكن بشكل عام يجب أن يتمتع قائد المشروع بمهارات إدارية عالية ومهارة في الإقناع وامتلاك شخصية
محببة للآخرين وأيضاً مرن وذكي ولبق في المعاملة ومتقن لعدة لغات محادثة وكتابة، وأن يستطيع قراءة المحيط الخارجي للمشروع ودراسته دراسة معمقة
من أجل اجتناب كل السلبيات المحتملة.
إذاً من أهم سمات ومزايا مدير المشروع هي القدرة على تحديد مكامن الخلل بمنتهى الشفافية من أجل معالجتها وإعادتها إلى الوضع الصحيح كي يتمكن
المشروع من تحقيق أعلى نسبة نجاح ممكنة.
إن مثل هذه اللقاءات الشبابية المتنوعة في الثقافات والاختصاصات والفروع العلمية والأدبية ضمن ورشات عمل لها فائدة كبيرة أولاً على الصعيد الشخصي وثانياً على الصعيد المهني وخاصة في تعلم مفردات جديدة، تواكب التقدم الحاصل في مختلف مناحي الحياة.
الإعلان ضروري ومهم يخدم المشروع إذا اعتمد على براعة في الصياغة
والمحتوي والمضمون والهدف، ويجب أن يتوجه إلى جمهور محدد بعينه كي يحقق غايته المنشودة.
في الختام هناك مجموعة كبيرة من الشباب والشابات لديهم انطباع جيد عن
الأسلوبية التي تدار بها الورشة وبالتشاركية حول الأفكار المطروحة وسهولة تداولها فيما بينهم وبالطريقة التي تريحهم والتي يرونها مناسبة، هذه الأسلوبية
تزيد من ثقة الشباب بأنفسهم وتقوي شخصيتهم وأيضاً هناك نقطة في غاية الأهمية وهي إلغاء الأستذة في الورشة الحوارية فالشباب لا يشعرون أنهم أمام
مدرس ويلقي عليهم المعلومة وما على الشباب إلا الإصغاء والانتباه وعدم الحركة، كل هذا غير موجود ضمن إطار الورشة.