|
هجرة الشباب... بين من نفذها و من يأمل بها شباب التأسيس لحياة مرتكزة على أساس مادي يمكن أن ينطلق بها شبابنا ليتخلص من ضيق الظروف الحياتية المعروفة للجميع، والبعض يعتبرها حلماً يستطيع من خلاله ليس فقط تحقيق ربح مادي، بل هي تجديد لطبيعة الحياة الروتينية ورفع مستوى الخبرات لغالبية الشباب، غير أن الطرف الأخر لايجد بها سوى صعوبات تزيد المعاناة مرارا أكثر، ففيها الغربة والوحدة وفرض شروط الأخر عليك، هم الشباب وهم من يختار بين الغربة وبين البقاء وهذا كله لأسباب اكثر من موضوعية وواقعية فحديثهم يبلغك بذلك. عندما تضيق وتندر الخيارات هي سورية الأغلى على الإطلاق وهي عندي بالدنيا وهذا بالنسبة لي ولغيري ولكن... في حال لم اجد فرصة عمل أتمكن من خلالها ان أؤسس حياتي واتزوج وأكُوٌن عائلة واستمر، فأنا مجبر أن ابحث عن عمل "انشاء الله" بالهنولولو، هذا ما اجاب به جمال العبدالله، إجازة في الأدب العربي، عندما سألته عما سيفعل إذا لم تتوفر له فرصة عمل، وأضاف هنا تضيق وتندر الخيارات وعليك القبول بما لاتطيق، وبالمقابل في حال توفر لي في بلدي مردود لا أقول كما يعرض علينا في الخارج ولكن يؤمن لي حياة مستقرة وقتها لن أفكر بالسفر مطلقا, وهنا يكفي ان أكون بين اهلي وناسي. لا خيار آخر لا شك أن الهجرة فكرة جيدة لمن لم يوفقوا بفرصة عمل مناسبة، فالكثير من حاملي الشهادات ليس لديهم عمل يتناسب مع اختصاصاتهم وإن وجدت فهي برواتب... مضحكة, بهذا عبر فواز الأحمد، خريج إعلام عن رأيه واضاف افضل السفر للخارج على البقاء، والسبب انه ليس لدي عمل هنا ولا أتوقع فرصة لأني فقدت الأمل, تخرجت منذ 5 سنوات ولم تفلت مني مسابقة لمؤسسة حكومية أو خاصة، ولكن النتيجة كانت واحدة وهي عدم القبول، هذا رأيي بكل صراحة بل ليس لدي غيره لأن لا خيار أخر لدي. صراع ذاتي بين الشاب ونفسه أعتقد أن هذا الموضوع محل صراع ذاتي بين الشاب وبين نفسه، بين ما يأمل أن يصبح عليه وضعه بمردود جيد في الخارج وبين البقاء والتأسيس هنا، هذه فكرة محمد ايمن الخليل، هندسة معلوماتية حول موضوع هجرة الشباب ويضيف انه افضل السفر على البقاء هنا، لأن الشاب بعد التخرج من الجامعة يبدأ بالبحث عن وظيفة وفي حال وجدها يبقى عشرين سنة مكانك راوح, أي عمل خمس سنوات بالخارج تعادل خمس عشرة سنة هنا وانا لا اتحدث من فراغ، بل من باب تجربة بعض من هم حولي، غير هذا يقول محمد أن النظرة نحو الهجرة بدأت بالتراجع في هذه الأيام وخصوصا بعد اتجاه الحكومة إلى العمل على إيجاد برامج جديدة لتشغيل هؤلاء الشباب, وهذا على فترة قصيرة جدا وكلنا أمل أن نكون بغنى عن الهجرة والتأسيس في بلدنا ولبلدنا سورية. الهجرة أنتظار أخر أصبح تفكيرنا في هذا الموضوع أمراً بديهياً، والكل يعرف السبب، ولكن هل الهجرة هي الحل بالمطلق لكل الشباب؟ أنا لم أقتنع... هذا ما يقوله أحمد ابراهيم، إجازة في الاقتصاد جامعة حلب، فالانتظار تزيده الهجرة أنتظاراً آخر، بمعنى أنك عندما تسافر سوف تعمل لمدة خمس سنوات على الأقل لتأسس مبلغ من المال وتبدأ به، فيما يمكن أن تبدأ هنا بالإمكانيات المتاحة وتؤسس ثلث ما يؤسسه المهاجر وانت بغنى عن مشقات الغربة وظروفها، ولكن الفرق أنك في بلدك وتصنع ظروفك وفق شروطك الخاصة . سلاح ذو حدين الهجرة سلاح ذو حدين فهي بلاشك تحقق ارباحا مادية أو تؤمن مستوى اقتصادياً للمغترب يمكنه الاعتماد عليه كأساس للانطلاق بحياته، ولكن في الواقع هي مثل المستجير من الرمضاء بالنار وبكل الأحوال هي "غربة" ولها ضريبة على كل من يجربها يجب ان يدفعها، هكذا يصفها غازي مصطفى، محاسب في شركة كويتية ويضيف، من هذه الضرائب على سبيل المثال، نظرة المواطن الأصلي لنا كمغتربين في بلاده ومعاملته على أننا خدام لديه، وغير هذا توجد المعاناة بسبب تغير ظروف العمل واستغلال الكفلاء وغلاء المعيشة وغير ذلك، وعلى كل شاب أن ينظر إليها لا بنظرة الفردوس المنتظرة. ماكل مايتمناه المرء يدركه لكل مجتهد نصيب" أي ان الفرد الذي يسعى ويجتهد في النهاية حتما ستكون النتيجة لمصلحته سواء كان في بلده اوخارجه, بهذا يجيب أحمد المحمد تكنولوجيا اتصالات عن رأيه بالاغتراب ويضيف، يوجد الكثير من الشباب الذين عانوا في بداية مسيرة حياتهم غير أنهم في آخر المطاف وصلوا إلى هدفهم، وهؤلاء اصحاب تجربة ممن نعرفهم، غير ان فرص العمل بالخارج أكثر من هنا من جهة والمردود اعلى من جهة اخرى، لكن بالمقابل هناك بعض الشباب الذين سافروا للخارج وبعد فترة وجيزة اضطروا للعودة حيث وجدوا الواقع مختلفاً عما يحكى ولم يكتب لهم النجاح في السفر، والخلاصة ماكل مايتمناه المرء يدركه. بعد هذا نجد أن المغترب ضاق مرارة بالغربة والمتحمس يريد أن يجربها علّها الرياح التي تجر سفينته لحياة مستقرة، وهنا سمعنا لمن اغترب ولمن يسعى للاغتراب، ولكن لو أمعنا النظر في أبسط الأسباب وأكثرها إلحاحا نجدها فرصة عمل ليس Raed47@hotmail.com ">أكثر. Raed47@hotmail.com
|