وطالت عين حاسدك السهام
على البلوى صبرت وكنت سيفاً
على شر يسطره اللئام
سموت وما عبرت على الدنايا
بلوغ المجد قصدك والمرام
فسار بنوك فخراً للمعالي
وللعلياء عزم والتزام
أضافوا للمحبة لون عشق
بصبغته الأخوة والوئام
فبين صفوفهم شرف وعز
وفوق العز حب وانسجام
أزاحوا بالوئام فلول شر
وهدوا ما يعمره القزام
فأشرق في سماء الشام نصر
تهاوى عند مقدمه الظلام
وردد قاسيون صدى وفاء
لأم من بنيها لا تضام
فحب الشام فرض وانتماء
وشرط الحب وصل لا انفصام
فضمي يا شآم المجد فخراً
إلى أطيافه يرنو الكرام
عدوك في الوغى يلقى فناء
وفي الميدان يغمره الركام
إذا ذكر الكرام فأنت بحر
وإن قالوا الحضارة فالشآم
بأرضك من معاني الفخر كنز
معالمه البلاغة والكلام
فمن أنهارك ارتوت المعاني
ومن أبوابك انطلق السلام
أراد الحاقدون لك انقساماً
فشتت شملهم ضرب ثؤام
نسوا أن الشآم لها حماة
وحول سوارها جيش لهام
أحبوا الأرض فافترشوا ثراها
أسوداً لا يفرقهم بغام
مضوا كالريح في وجه النوايا
أبادوا الحقد فانكسر الخصام
فيا شام المحبة لا تبالي
لفكر في بواطنه انقسام
فأنت لكل محبوب أمان
وأنت لكل ملهوف غرام
بحبك صاغت الأزمان لحناً
تردده المراجع والأنام
عجبت لمن يفاخر في عداء
ويغني قوله الكذب الحرام
ويرمي بالنبال على بلاد
ليهدم ما يعمره النظام
فكم كانت دمشق له ملاذاً
تحوط به الضيافة والمقام
تنكر للجميل بلا حياء
وعن أفعاله انكشف اللثام
فيا أم الكرامة والعطايا
لغير الحر دارك لا تقام
كفى تصغي لصوت من لئيم
وبين ضلوعه حقد زؤام
فليس لمثله عهد وصدق
وليس له بأرض الشام جام
وليس لضامر الشر ائتمان
وليس لناكر الود احترام
ديار الشام تجمع كل لون
بها الرهبان تحيا والإمام
فيسمو الكل في وطن كريم
وفي بشارها تسمو الشآم