كحالة موسيقية استثنائية , بدأت أنغامها تتسلل إلى مسامعنا بنسخة عربية ولمسة شرقية أضافتها مواهب شابة وجدت في الراب العربي ملجأ ووسيلة تعبير عن نفسها.
اتخذت من الشبكة العنكبوتية الالكترونية مسرحا لها لاطلاق موسيقاها وألبوماتها ,حيث يوجد عدد كبير من فرق الراب الشبابية التي تشق طريقها من خلال مواقعها الالكترونية في ذلك العالم الافتراضي..!!
وبعضها أخذ يبصر النور...وبدأت أغانيهم تتردد على آذاننا عبر أثير عدد من الإذاعات أو الفضائيات.
إلا أنها لاتزال تجارب مبعثرة هنا وهناك تحتاج لمن يستوعبها ويضعها على الطريق الصحيح لتنطلق كموسيقا لها وجودها وصداها في مجتمعاتنا؟؟
وهو ماتسعى اليه فرقة (شام إمسيز) التي توقفت عندها في موضوعي كونها أول فرقة راب سورية احترفت هذا النوع من الفن ,فضمت مجموعة شباب من مجالات واختصاصات مختلفة جمعهم حب الموسيقا.... وهدفهم الوصول إلى راب احترافي سوري حسب تعبير ميار الكردي احد أعضاء الفرقة الذي يرى أن الراب يعبر عن جميع جوانب الحياة بدءا من الأمور البسيطة وحتى القضايا المهمة , فكل رابر يكتب كلمات أغنيته لأنه الأقدر على التعبير عما يدور داخله فهو بالنهاية انعكاس للشخصية والأفكار.
ويكمل: في البداية ( كانوا يضحكون علينا..) خاصة عندما نكون بملابس الهيب هوب في الشارع فنشعر وكأننا مخلوق فضائي يمشي على الأرض ,كما أنها كانت فكرة غريبة بالنسبة لأهلنا,وعندما بدأنا نعمل ورأوا النتائج التي حققناها في هذا المجال أصبح هناك دعم وتشجيع.
(التقليد.. كان البداية!!)
انتشر الراب في فترة السبعينيات على أيدي الأفارقة والزنوج تعبيرا عن غضبهم واستيائهم من الاضطهاد والظلم الذي عانوه في الماضي...وظهرت ملامحه العربية فيما بعد في فترة التسعينيات ليتبع هواة هذا الفن خطا الغرب دون الاكتراث بمدى اختلافها عن ثقافات وعادات الشعوب العربية.
فمعظمهم اعتمد على سماع الراب الغربي وتقليده وتعريب كلماته كونه المصدر الوحيد لهم وهو ما أشار إليه ميار الكردي خلال حديثه معنا وأكمل: بينما الفرق الجديدة تعتمد اليوم على خبرة من سبقها في هذا المجال حتى تستطيع أن تبدع شيئاً خاصاً بها ويناسب ثقافة محيطها ,فنحن نطمح لان يكون هناك (هيب هوب سكول ) يستطيع محبو الراب من خلالها التواصل مع أشخاص محترفين يمنحونهم الأساسيات لاختصار الوقت والانطلاق بموسيقاهم بشكل سليم.
(الدعم المادي والإعلامي)
هذا ما تحتاجه الفرق الموسيقية الشابة اليوم لكي تبصر النور ,وهو ما أكده أعضاء فرقة شام إمسيز الذين بدؤوا تحقيق حلمهم بالاعتماد على أنفسهم ,ورأوا أن هناك الكثير من المواهب المتميزة التي لم يتم اكتشافها بعد, فهي تحتاج إلى دعم مادي من خلال توفر شركات التوزيع بالإضافة إلى وجود حماية للحقوق الفكرية.
فالفنان الشاب اليوم يوفر جزءا من وقته للموسيقا والجزء الآخر للحصول على المال كي ينفق على مشروعه الموسيقي ,فلو توفر له الدعم فإنه سيتفرغ بشكل كامل لتصبح الموسيقا كل حياته.
وكمحطة أخيرة أردت التوقف عند مظهر مغني الراب بملابسه الفضفاضة والاكسسوارات المكملة لها والتي ينظر اليها الكثيرون على أنها صرعة شبابية لا غير.
إلا انها في الواقع وحسب تعبير محبي الراب جزء من شخصية مغني الراب فهي مستوحاة من ملابس السجناء الذين عبر عنهم الراب فأصبحت تلك الملابس رمزا لذلك.
فالراب يسعى الى اظهار الانسان على طبيعته دون تكلف أو تصنع وهو ما جذب الشباب الى موسيقاه لتصبح فسحة جديدة تعبر عن حياتهم.