ويأتي التدريب كعامل مهم لصقل المواهب وترسيخ المهارات، ومن تلك الدورات دورات الاختراع التي يلتحق بها الشباب الراغبون، وتشكل نموذجاً لعطائهم وحيويتهم المتقدة سواء أكانوا مشرفين أم مشاركين، ففريق علم الاختراعات والتطوير السوري الذي يشرف على هذه الدورات هم شباب أيضاً.
كفاءات شبابية متميزة
حول هذه التجربة المتكاملة في منهجية تدريس هذا العلم ونتاجات تلك الدورات والأخذ بيد الشباب إلى هذه الحالة الاختراعية العلمية تحدث رئيس الفريق الأستاذ نزار فريسان قائلاً: يهدف برنامج فريق علم الاختراع إلى عملية صناعة المخترع الشاب بشكل كامل وبكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وبالاعتماد على منهجيات وكتب نظرية ومطبوعات ومصادر متنوعة، إضافة إلى ميول الشاب، وهذه المعطيات ستترجم آلية علمية وتقنية تصل إلى هدفها بدقة متناهية، وتلك الدورات نقوم بها دائماً بالاتفاق مع الجامعات السورية وحسب الظروف المتاحة، إذ يلتحق بها طلاب الجامعات وقد أقيمت في غالبية الجامعات السورية وحتى الخاصة منها وتستقبل الطلبة أو أصحاب الدراسات العليا، والمهم هنا الالتزام والرغبة والمتابعة عند الطالب، حيث يشرف على هذه الدورات فريق علمي يصل عدد الباحثين فيه إلى 65 باحثاً أقل شهادة فيه هي الهندسة أو الدكتوراه، وكلنا كفريق وكشباب لدينا الرغبة بالعمل الحقيقي والإنجاز لأنه في كثير من الأحيان نتابع تلك الدورات بشكل تطوعي لأن المكافآت تكاد تكون رمزية من جهة ومن جهة أخرى فإن تكاليف الدورة تتجاوز إمكاناتها بكثير، وبالفعل الشباب المشاركون يقدمون الكثير من تلقاء أنفسهم، ولابد من الذكر بأنه لم تشترك سورية بمسابقة للاختراع إلا ونال أبناؤها الميداليات الذهبية والفضية، مضافاً إلى الابتكارات القيمة والقابلة للاستثمار في ميدان الحياة العملية، مثلاً أحد دكاترة الأسنان تابع الدورة واخترع جهازاً طبياً لقلع الأسنان دون أي ألم وهو جهاز مهم جداً اعترفت به اللجان العلمية الكثيرة وغيرها الكثير من الأجهزة التي تجسد طفرات حقيقية في عالم التكنولوجيا، يشاركون فيها في معرض الاختراعات العالمية المتنوعة، محققين في ذات الوقت الهدف في تطوير مجتمعنا وخدمته، لكن لابد من التذكير بأن الإمكانات التي تقدم لهذه الدورات ضعيفة، في الوقت الذي يفترض فيه استثمار رغبة هؤلاء الشباب بالعمل والتطوير والبناء الحقيقي، وقد أكدت لنا تلك الدورات إمكانات شبابنا، فهم مبدعون بحق وأجزم بأنهم بمقدراتهم يسبقون معرفياً الكثير من الخبراء الذين يأتون ليحاضروا فينا، حيث يمكنني القول بكل ثقة وعن تجربة إنه يمكننا تصدير كفاءات علمية حقيقية بالآلاف، لكن كل ذلك يحتاج إلى رعاية حقيقية.
الحاجة لدعم إعلامي
أما الشاب أسامة الشيخ - مهندس وباحث يقول: أدركنا من خلال تجربتنا تفاصيل عمليات الاختراع حيث يندفع الشباب للقيام برسالة حقيقية تخدم المجتمع وترفد الوطن بالكفاءات العلمية، فالدورات تنتج الكثير من الابتكارات والاختراعات في مجالات حياتية واسعة ومتعددة طبية وتقنية وتنموية وبيئية وكلها ذات جدوى متميزة، وعطاءات الشباب في هذا السياق لا تعد وقد حصدنا مؤخراً 5 ذهبيات وميداليتين فضيتين في الكويت وغيرها الكثير من الجوائز التي تكاد ترتبط بالمخترعين السوريين، وما يحزن في هذا السياق أنه لا أحد يسمع بها وبصراحة فإن الشاب السوري لديه إصرار على خدمة وطنه وإصرار على الإنجاز مهما كثرت الصعوبات المادية أو غير المادية.
الواقع مليء بالنماذج
وعلى أرض الواقع يخرج إلى النور الكثير من المخترعات والابتكارات المنجزة وفي قطاعات واسعة وهي أكثر من أن تحصى، وجميعها ذات فائدة كبيرة، مثلاً الشابة المهندسة همسة شاهين ابتكرت جهازاً يساعد مرضى القلب على متابعة ومراقبة حالهم حيث قالت في أحد لقاءاتها حول المخترع:
المشروع هو عبارة عن نظام عناية قلبية عن بعد وباستخدام الهاتف الجوال والشبكة الخلوية، قدمت مشروعي ونلت عنه براءة اختراع، فأنا مؤمنة بهذا المشروع كونه يخدم المرضى ويساعدهم، ولابد من القول إن بيئتي الأسرية ساعدتني على الوصول إلى هذا الإنجاز حيث توجهاتها علمية ما أتاح لي المتابعة والاطلاع على كل ما هو جديد في مجال التكنولوجيا والاختراع وأتمنى أن يلقى الشباب الدعم الذي يحتاجونه في هذا المجال لأنه توجد إمكانات شبابية خلاقة بحق لكنها تحتاج إلى الرعاية كي تستثمر أكثر.