فالمفروض أن الإعلان عبارة عن ثقافة تنقلها ثقافة نظراً لارتباطه الذي بات وثيقاً بالبرامج التلفزيونية على كل الفضائيات، لذا من الواجب أن يوظف بالشكل الأمثل كي ينجح في تنوير المستهلك بمنفعة السلعة ومواصفاتها في إطار نشر ثقافة وخدمة للمجتمع ككل مع استخدام الفكرة الإعلانية المبتكرة من خلال أفكار جديدة وخلاقة في الإعلام المرئي خاصة، فالإعلان على الشاشات يستهدف كل شرائح المجتمع ويتوجه لكل الفئات العمرية.
صحيح أيضاً أن جوهر الإعلان يعتمد ابتكار الجديد دائماً في الفكرة ولكن من أهم أسباب نجاح الرسالة الإعلانية التكرار.
طبعاً ليس التكرار الذي تعتمده قناتا بانوراما دراما المصرية على سبيل المثال، كل عشر دقائق هناك أكثر من خمس عشرة دقيقة للإعلانات ذاتها على مدار اليوم، ما يفقد المشاهد متعة المشاهدة والانسجام في المتابعة ويصيبه بالملل والضجر.
ولا نغفل وجود بعض القنوات التي لا يهمها من الإعلان سوى المكاسب المادية والتقليد الأعمى بغض النظر عن جودة المادة المعلن عنها التي تثبت الدراسات اللاحقة أنها تحتوي على مسببات للسرطان وأمراض أخرى مزمنة، فنجد هذه القنوات تروج للمواد المسكرة والأطعمة سريعة التحضير والتبغ بأنواعه حاملة بين أغلفتها الكثير من المخاطر في المستقبل القريب.
فبرنامج LOL مثلاً على قناة OTV اللبنانية الذي يروج للأركيلة وأشياء كثيرة مضرة بالصحة كما هو مضمون البرنامج التخريبي لعقل المشاهد والفارغ من كل شيء سوى ثقافة (LOL) وإذا ما انتقلنا لنوع آخر من الأساليب الإعلانية التي يكون فيها البرنامج ذاته عبارة عن مادة إعلانية وتحمل بين طياتها إعلانات أخرى مختلفة، نجد برنامج هديتك بإيدك على الفضائية السورية ضليعاً في ذلك النوع حيث يستخدم الإعلان بأسلوب مباشر للغاية.
علماً أن كل الدراسات التي يقوم عليها تخطيط الحملات الإعلانية لترويج أي سلعة تفضل الإيحاء الذكي وغير المباشر في تسويق السلعة وهذا ما نفتقده في معظم الإعلانات إلا في الترويج لماركات التبغ المتنوعة وبعض أنواع السيارات ثم لماذا يؤكد الإعلان على ميزة الضعف ويجعلها مركز المرأة, فيستخدمها بطريقة غبية إلى حد ما مع اعتماد الإثارة وإن استخدمت ذكاءها، أي المرأة تكتشف مسحوقاً جديداً للغسيل أو الجلي يكون أكثر تنظيفاً أو توفيراً بالمجمل معظم الفضائيات تتراكض خلف الشركات التجارية لتحقيق السبق الإعلاني التقليدي غالباً، فالإعلان الذي تعرضه إحدى القنوات تعرضه الأخرى بخلاف بسيط تغيير الشخصية المشهورة لدفع المستهلك لتقليد هذه الشخصية وشراء السلعة.
يبدو أن الفضائيات تناست أن الرسالة الإعلانية البالغة التأثير على درجة من الأهمية والخطورة إذا لم توظف بالشكل الصحيح فهي بحاجة للخبرة والمراس إلى جانب الأداء التمثيلي المتميز المزود بالمؤثرات الصوتية الداخلية والخارجية المستخدمة بمهارة إيحائية مبتكرة بالإضافة لعين الكاميرا الثاقبة والمدربة وليست عبارة عن تجمعات تتراقص على أنغام صاخبة وصارخة باسم المنتج مهللة له ليس إلا.