وهذا دليل واضح على الشعبية والنجاح على الصعيد العربي الذي يحظى به برنامج (هيك منغني) الذي تقدم حلقاته المغنية اللبنانية مايا دياب المنفصلة مؤخراً عن فرقة (فوركاتس) اللبنانية ومايا كانت قد نالت شهرة كبيرة بعد انفصالها عن فريقها السابق, فعند تصويرها أول كليب لها تعرض المخرج يحيى سعادة لصاعقة كهربائية أودت بحياته وعلى ما يبدو أنها استطاعت تجاوز هذه الأزمة من خلال البرنامج الذي يعتمد على الغناء باللغتين العربية والانكليزية عبر مشتركين هم من الوسط الفني من مغنين إلى ملحنين إلى مقدمي برامج أو حتى ممثلين والأفضل أن يكون له حضور جماهيري كما أن له صوتا جميلا وقدرة على الأداء وتحاول مايا أن تعدل في برنامجها بأن يكون كل فريق شاب وفتاة يقومون بالغناء على إيقاع البيانو الذي يجلسون على مقعده برفقة عازفه كما أن الفرقة الموسيقية تشارك اللحن أثناء الغناء, وإن لم يكن كل الضيوف من نجوم الغناء فيكتفي بواحد على الأقل فيذكرونا بأغنيات جميلة من الفن القديم أو من الأغنيات الدارجة والحديثة وهذا يحدده الضيوف وحسب الكلمة الموجودة داخل المربعات التي تشكل بمجموعها مقطعا صغيرا من أغنية يطلب من الفريق معرفتها ثم غناؤها لينال درجة ولا مانع من المشاركة أحيانا من الفريق المنافس والشيء الجميل بمن يحضر للبرنامج ليشارك أنه يعرف أن لا مجال للتنقية الصوتية والاعتذار عن الغناء وهنا تكمن جرأته وثقته أنه يمتلك صوتاً جميلاً ولكن بمجمل الحلقات كان هؤلاء في المستوى المطلوب في البرنامج من حيث الأداء مثل(الين خلف وباسمة ونقولا الأسطا)وغيرهم وكذلك كانت فرصة لاكتشاف مواهب بعض الملحنين الغنائية مثل(سليم عساف )الذي يملك صوتاً جميلاً ومقدمي البرامج(طوني ابوجودة) الذي أذهل الحضور والمتفرجين بقدراته وخاصة باللغة الانكليزية وإجادة الأداء كما أنها فرصة لإظهار بعض المواهب مثل(الين لحود وميشيل قزي)وطبعاً هذا ما لاحظناه من خلال الحماس الذي يبديه الجمهور الحاضر في الأستوديو الكبير والذي يضم أيضاً فتيات يرقصن كما كان يظهر في برنامج (يا ليل يا عين) الذي كان يعرض منذ سنوات وعلى ما يبدو أن التقليد لم يكتف بالراقصات بل بالكتابة لكلمات الأغنية على الشاشة والتدرج باللون مع مرور هذا الكلام عليها .
وبالعودة لطريقة البرنامج فإن مايا تسأل الفريق أسئلة و كل سؤال مؤلف من ستة مربعات في كل مربع كلمة ,أربعة خضر تسمح لك أن تغني أغنية تحمل الكلمة في عنوانها ,واثنتان حمراوان تنقل السؤال للفريق المنافس كما أنه يوجد أسئلة من الفريق للفريق الآخر بأن يروي له قصة أغنية تعطيها مايا لهم عليهم أن يعرفوها ويغنوها ويوجد أسئلة داخلها صور لا كلمات وبنفس المبدأ تتم الإجابة عليها.
أما مايا كمقدمة فهي تبتعد عن الغناء المنفرد رغم أنها تشارك الفريقين الغناء والرقص والضحك وطبعا هذا هو المطلوب من مقدم هكذا برامج لا أن يقف ساكتا, فبأدائها تضيف الحيوية للضيوف الذين يبادلونها الفرح والرقص كما أنها تحاول الحصول على معلومات عن جديد الضيوف ومحاورتهم بعض الشيء أو التعريف بهم فيما لو كانوا من الصاعدين ,كما أنها تحاول القفز عن النمطية بالانتقال إلى فاصل إعلاني فتحاول أن تستخدم عبارات جديدة مثل (بنروح وبنجي بعد الإعلان) ولا تعتمد تكرار نفس العبارة طيلة الحلقة بل تنوع العبارات ولكن مما لاشك فيه أن حضورها وابتسامتها يجعلان اطلالتها جميلة عبر الشاشة ومناسبة طبعاً لبرنامج يعتمد على الغناء في أساسه وتبقى اللمسة الفنية والإخراجية حاضرة مع المخرج كميل طانيوس ولمسته واضحة وهو مخرج له خبرته في مجال البرامج الترفيهية وإن كان باسم كريستو صاحب الاسم الأكثر شهرة في هكذا نوع من البرامج.