ماذ يحصل عندما تعنون بالغدر والبشاعة، وبيد من علقها على ذمة اختياره لمكان وزمان وانتماء وألوان وأهداف الشياطين الآمرة بشرور أعماله؟..
لا شك أن ما سيحصل، هو أكثر من خطير، وسواء لدى من شاهدها فكان على درجة نافذة الرؤية وعميقة الحكمة، أو حتى لدى من تبناها بعين عمياء الشفقة أو منعدمة الدقة، عاجزة عن التمييز ما بين الصور المؤطرة باستغلال أميته وانعدام وطنيته، وما بين تلك المضمخة بعبق الشهادة يغسل وجه الوطن بالكرامة ويعطر بالولاء تربته.
من هنا فإن ما بات واضحاً هو أن مبتكري الصورة الأولى هم أصحاب الأيادي السوداء الذين دربوا فضائياتهم وإعلامييها وجميع الكادر المأجور فيها على تقديم صورة فيها كل المقومات الإجرامية ولما تمليه عليهم رؤوس مزايدات هدر المصير ولشعوب عربية أحالتهم تقنيات حقدها إلى كائنات من فوضى تمزقت هيبتها بأمر من اتصفوا بغباء الوجدان وقلة الضمير.
إنها شاشات العولمة المرئية - العولمة التي جردت الصورة من حقيقتها وأخلاقياتها لتطمسها بعدها بألوان حقدها وغدرها العدوانية، وبمؤامراتها التي وإن دلت على مضمون فليس إلا على شهوانيتها في عكس صورة طبق التهويل، عما أرادته يمزق، يفتت، يضيع ويطيح بهوية كل دولة عربية.
هو سيناريو لعدوان متكرر ومتآمر ومتنكر، نفذته بعض الفضائيات سواء الناطقة بعمالتها لجهات تستهدف اعتلاءها دمار البشرية أو حتى لتلك الجهات التي شاء خذلانها وضعفها وانتماؤها، أن تحيل حقوق الإنسان إلى شماعة تعلق عليها ما ظهر أو استتر، من رغبتها بإسناد دور البطولة لقوى الشر المتخصصة بتعديل ما يلائم مصالحها وبدعوى تطبيق ديمقراطية شريعتها الدموية.
إنها الديمقراطية التي فسحت باب الاختيار لانتقاء أكبر مشهد مؤثر، ومن أقدم وأحدث صور الانتهاكات والمجازر والمظاهرات الوالعة في شتى أنحاء الويل، لتتم معالجتها وفبركتها ودعمها بما فاتها ومن ثم عرضها.. كلما احتاجت فضائيات الفتنة والعمالة إلى دليل.. وحدها فضائياتنا السورية تمكنت من كشف كذب ادعائه، لترده بعدها خائباً يلطم وجه خبرائه.
خبراء التصوير الرجيم ممن أحلوا عروبتنا إلى صورة بلون الانتهاك الذي سعى لتهويله ضميرهم اللئيم.
لا شك أن فضائياتنا، استطاعت بكشفها هذا، أن تعكس مصداقية وأمانة، وأخلاق الصورة الثانية، وبالحق الذي لونت به فحواها، ما ساعدها على تعرية أوجه الدجل الذي مارسته فضائيات سولت له عوراتها، تقديم كل ما يجعل مشاهدها يعيش في بلوى غاياتها.
أخيراً، يبقى الدور الأهم، دور المشاهد الواقع على مرمى تشتت في تصديق أو تكذيب ما يرى فيه الخطر.. المشاهد الذي عليه أن يكون مراقباً من الدرجة الواعية، ومدركاً لخطورة ما يحاك ويستهدف إراقة وجوده مثلما تمزيق لحمته الوطنية، وبالصورة التي وكأن زعماء العولمة والفضائيات تقصدوا استخدامها كسلاح قادر على إزهاق وجود كل من لا تروق لهم عروبته ، وبأيدي فنيين هم أخطر دوراً من قواد الفتنة وأزلام العصابات.