هناك زمن إبداعي فعلي تميز به هذا الشاعر الذي لقب بأمير الشعر في عصر يعتبر العصر الذهبي للشعر الروسي.
التكثيف الزمني الإبداعي لم يكن هو الوحيد الذي ميز سيرة بوشكين التي تقترن بقصتين أولى لها علاقة بالأصول، وأخرى ترتبط بالكيفية التي مات فيها، وفي الاثنتين تبرز المرأة عنصراً محركاً ومؤثراًَ.
ولد الشاعر لأب روسي من طبقة النبلاء بينما والدته كانت حبشية، حفيدة إبراهيم جانيبال، أحد الضباط المقربين من القيصر بطرس الأول وفيه سيكتب عندما يكبر بوشكين رواية «عبد بطرس الأعظم» سارداً فيها قصة هذا الجد الذي تم إهداؤه للقيصر لتصبح فيما بعد من أهم الروايات التاريخية الواقعية في الأدب الروسي.
لم تورثه والدته صفات شكلية كشعر أجعد وشفاه غليظة فحسب، إنما كانت نقطة اللقاء أو المعبر الذي جعله يطلع على الثقافات المشرقية وكذلك الإسلامية في مرحلة متقدمة من رحلة الاطلاع على كثير من الثقافات.
في طفولته تعرف على الأدب الفرنسي وقرأ كلاسيكاته، ثم التحق بمعهد (الليسيه) الخاص بأبناء الطبقة النبيلة، يعدون فيه لتولي المناصب الرفيعة في الحكومة القيصرية. وفي هذا المعهد ظهرت ملكته الأدبية.
استمرت دراسته في المعهد ست سنوات وفي عام 1817م تخرج منه ليعمل في وزارة الخارجية الروسية.
ثقافياً.. يعتبر العصر الذي عاش فيه بوشكين القرن التاسع عشر عصر التقارب ما بين الأدب الروسي والآداب الشرقية.. أما اجتماعياً.. فقد اعتبر عصر استبداد ظاهر من قبل النبلاء تجاه طبقات المجتمع الأخرى.
وبوشكين الذي كان صاحب تجديد ملحوظ في الشعر الروسي اعتبره وسيلة لمحاربة القيصرية ومنع استغلال الفلاحين.
نبذ الشاعر التفاوت الطبقي ودعا إلى الحد من سيادة النبلاء وتطبيق حكم ديمقراطي وهو ما دفعه إلى مناصرة حركة الديسميريين عام 1825 م أول حركة ديمقراطية روسية منظمة كانت في عهد نيكولا الذي اعتلى العرش بعد تخلي أخيه قسطنطين عن الحكم إثر وفاة ألكسندر الأول.
أراد القيصر أن يجعل من بوشكين شاعر البلاط فمنحه ليلة رأس السنة عام 1834م لقب نبيل من نبلاء الحضرة القيصرية، وقد رفضه بوشكين وكان هذا الرفض شرارة أججت عمليات الإذلال الموجهة ضده واشتدت هجمات الصحافة عليه.
من أهم مؤلفاته التي أغنت الحياة الثقافية لبلاده:
الإخوة الأشرار، حكايات، إلى تشاداييف، المصباح الأخضر، الأسير القوقازي، إرزا ماس.
ومن أهم ما كتب في المسرح «بوويس جودونوف» وموضوعها العلاقة ما بين الشعب والسلطة. وتعتبر رواتيه «دوبوفسكي» أعظم ماكتب في تاريخ الأدب الروسي، وهي تدور حول شاب ابتعد مختاراً عن حياة النبلاء.
ورواية «أوجين» هي أول رواية شعرية واقعية في الأدب الروسي وقد لقبت بموسوعة الحياة الروسية.
اطلع على الثقافية الشرقية وتأثر بالقرآن الكريم ومن أعماله التي تشهد على هذا التأثر «القوقاز» و«الليالي المصرية» التي لم تكتمل.
طلقة النهاية..
وهنا تعود المرأة لاعباً أساسياً حدد بشكل أو بآخر النهاية أو ساهم فيها.
في عام 1831 تزوج بوشكين من أجمل فتيات روسيا نتاليا نيكوليا لايفنا جونتشاروفا، التي كانت كل العيون عليها وحتى القيصر نفسه.
عام 1836م علم الشاعر بمغازلة أحد النبلاء الفرنسيين دانتس لزوجته فما كان منه إلا أن طلب مبارزته دفاعاً عن شرفه وكما تقتضي عادات ذاك الزمان.
كانت المبارزة بالرصاص مات إثرها بوشكين كما يذكر في السادس والعشرين من كانون الثاني عام 1837م.
الرويات التي تتحدث عن مولده تجمع على أنها كانت عام 1799م، إلا أنها تختلف بتحديد اليوم، بعضها يجعله في الخامس والعشرين من أيار وبعضها الآخر يجعله في السادس من حزيران.