وقدم محاضرات بحثية متعمقة ومهمة عن الموسيقا في ثقافات مختلفة وتاريخ الموسيقا في سورية، إضافة إلى ورشات العمل والحفلات الموسيقية، وربما هذه النشاطات التي حققت مزيجاً ثقافياً هي التي أكسبت الملتقى أهميته ولتسليط الضوء على أهمية الملتقى وفعالياته وأهمية انفتاحه على ثقافات مختلفة.. كانت اللقاءات التالية:
(قطاط) عروض متنوعة
< محمود قطاط (تونس) قال: تأتي أهمية الملتقى من كونه جمع بين الجانبين العلمي والتطبيقي، توجد محاور علمية مهمة جداً وعروض موسيقية مختلفة ومتنوعة هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية جمع بين المشرق بمفهوميه العربي والآسيوي الذي نحن كعالم عربي بحاجة ماسة لمعرفته أكثر والتقرب منه أكثر وبالتالي الاستلهام منه لأنه مكمل لتراث الموسيقا العربية، النقطة الثالثة تنوع المحاور العلمية، حيث تعرضنا لمسألة مهمة التأثير الموسيقي سواء في الحضارة العربية الإسلامية أم في الحضارات المجاورة، ثانياً: تعرضنا إلى التعريف بالعديد من الحضارات الموسيقية من المشرق والمغرب العربي إلى إيران، أذربيجان، أوزبكستان.. وأخيراً وصلنا الآن إلى فترة ما قبل التاريخ وتسليط الضوء على هذه المرحلة المهمة التي بدأنا نحصل فيها على بعض الكتابات المسمارية، وعرفنا في آخر المطاف أن الموسيقا ضاربة في القدم علمياً ونظرياً وكيف أن الآلات الموسيقية توافرت منذ ذلك العصر، فهذه المحاور العلمية الثلاثة مهمة جداً، وبحسب معرفتي لم تعالج في أي ملتقى بهذا التنوع والموسيقا الشرقية تلقى اهتماماً كبيراً ليس فقط على المستوى التطبيقي وقد لاحظنا في هذا الملتقى كيف أن الغربيين يعزفون الموسيقا الإيرانية والعربية وبالتالي هذه الموسيقا منذ سنوات بدأت تستقطب الاهتمام الغربي.
وعن مستوى الملتقى: بالرغم من أن الملتقى مازال فتياً فهو الآن في دورته الثانية، إلا أنه برهن على أنه ناجح ومكتمل وسيرتقي إلى الأفضل.
لاحظت تجدداً بالنسبة للدورة السابقة على مستوى الحفلات من ناحية الفحوى فقد وجدت الموسيقا الهندية والتركية....
(معتمدي) مزج الثقافات الشرقية
< محمد معتمدي (إيران): الملتقى مزج الثقافات بين الشرق على امتداده الواسع بين البلدان التي شملها وبالنسبة إلي فإن مجيئي إلى سورية ولقائي مع الأصدقاء هنا وتبادل الخبرات الموسيقية هو أمر مهم، كما يعزز هذا المهرجان العلاقات الثقافية بين البلدين، فالإيرانيون يرون سورية بلداً قديمة تحتضن حضارات عريقة، وفي إيران كذلك الأمر، لذلك يشعرون بنوع من التمازج بين الثقافتين.
وعلى مستوى الفعاليات فقد رأيت هناك ترابطاً كبيراً بين المحاضرات التي يقدمها الملتقى والحفلات فهي مكملة لبعضها وتقوي العلاقات بين المشاركين وتساعدهم للاضطلاع على تاريخ الموسيقا.
مستوى المهرجان عال جداً والموسيقيون المشاركون من أشهر الموسيقيين في العالم،شاركت في مهرجانات عديدة لكن هذا الملتقى هو أفضلهم.
(كيفو) يرتقي لمستوى الأكاديميات
< إبراهيم كيفو (سورية) يقول: إن اللقاءات الرائعة بمشاركة أكثر من عشر دول، ومختصين بالموسيقا إضافة إلى الموسيقا هي التي أكسبت الملتقى أهميته، ونظراً لهذه الأهمية كنت أتمنى لو أن هناك وقتاً كافياً لدى المسؤولين عن هذه الأمور ليعقد مرتين في العام، للتعارف على الثقافات الموسيقية بشكل أكبر وبتنوع أكبر.
وأعتبر أن ما يقدم خلال فترة الملتقى بمثابة الأكاديميات لأن المشاركين تم اختيارهم بطريقة نخبوية مميزة.
وعن مشاركة الغربيين في الملتقى: هي مشاركة جيدة لتقديم تجاربهم على الرغم من أنها بعيدة عن الموسيقا الشرقية التي تمتلك خاصية مختلفة جداً عن الغربية، وهذا يتيح للغربيين الاطلاع على موسيقانا وكيفية العمل عليها وتنفيذها وتقديم ما لديهم ودراسة إمكانية المزج بين الثقافتين الغربية والشرقية وخلق شيء جديد دون أن يلغي أحدنا هوية الآخر، فالموسيقا بالنهاية هي لغة العالم لكن بلهجات مختلفة، ومن خلال تعاملنا وحديثنا معهم أعطونا صورة إيجابية للمهرجان، فقد تعرفوا على أشياء كثيرة كانت غامضة وتوضحت لهم.
ولابد من كلمة شكر لإدارة الملتقى المهمة ولمجرد تفكيرهم بإقامة هذا الملتقى، لا أريد أن أقول إن هناك نقصاً لكن يجب أن نبحث بشكل دائم عن الأفضل كي نضمن استمرارية الملتقى وتألقه.
(دلال) الشرق مازال يقدم الكثير
< محمد قدري دلال (سورية): أشار إلى أهمية الملتقى من الناحية البحثية حيث يرتقي إلى مستوى عال والمواضيع التي بحثت كانت مهمة بالنسبة للموسيقا المحلية والعربية والشرقية، ووجود أهم الباحثين في الملتقى يسهم بشكل إيجابي في تطوير موسيقانا وأبحاثنا الموسيقية.
والأبحاث التي قدمها الغربيون إن مستوياتها جيدة من الناحية التاريخية وأفادتنا كموسيقيين شرقيين، ومااكتشفوه من خلال الرقم وترجمتها مكسب لنا ودليل واضح على أن الشرق مازال يقدم الكثير في جميع المناحي.