الشؤون الاجتماعية والعمل،
يضم المعهد 150 طالباً للسنتين الأولى والثانية حقق 80? من نسبة القبول الجامعي للطلاب وفق الخطة المطلوبة، ويعتبر الاختصاص الوحيد في سورية (خدمة اجتماعية) يقبل فيه حاملو الشهادة الثانوية الفرع الأدبي وفق المفاضلة العامة للدولة، يختلف عن غيره من المعاهد كونه على احتكاك مباشر مع الناس، يرى البعض أنه جزء من قسم علم الاجتماع في كلية الآداب كون معظم مدرسيه منهم من ناحية ولطبيعة المواد والمنهاج الذي يدرسه الطلاب، على حين يرى البعض أنه يخرج مساعداً اختصاصياً اجتماعياً مختلفاً تماماً عن خريج علم الاجتماع.
هموم ومتاعب يعانيها الطلاب والخريجون رغم شهادة الدبلوم التقاني للخدمة الاجتماعية التي يمنحها وآمال يعلقها القائمون عليها من هنا كانت زيارتنا للمعهد الكائن في منطقة المزة.. وإلى التفاصيل:
الأستاذ خالد عيسى مدير المعهد أكد على أنه المعهد الوحيد في سورية الذي يقدم الخدمة الاجتماعية بشكل متخصص للعملاء أو المسترشدين من خلال العمل الميداني وليس المكتبي وخاصة أنه على كل طالب أن يتقدم برسالة تخرج يمكن أن تكون بشكل فردي أو جماعي خلال السنة يتحدث فيها عن مشكلة اجتماعية وكيفية التعامل معها وهي رسالة محكمة علمياً من قبل ثلاثة أساتذة جامعيين يدرسون بالمعهد بعد إجراءات تقدير العلامة وهذه الرسالة تتناول ظاهرة معينة أو دراسة نظرية وأخرى ميدانية تأخذ عينات من المجتمع المرصود ومقترحات. وطلبة المعهد دراستهم تعتمد على الاحتكاك المباشر مع الناس سواء كان التعامل مع الأشخاص أم المؤسسات.
تعميم التجربة
يشير الأستاذ خالد إلى أن هناك تجربة قامت بها الخدمات الطبية من خلال إيفاد طلاب إلى المعهد للدراسة وتعيينهم بعد ذلك ضمن ملاكها في اختصاصاتهم وكذلك قامت وزارة الصحة بتعيين خريجين ضمن مؤسساتها وهو ما يدفعنا بلحظ وزارة التربية في مسابقاتها القادمة الخريجين كونهم الأقدر على التعامل مع الطلبة وتحت أي تسمية شاءت وهذا معمول به في دول كثيرة منها مصر فطالب المعهد دراسته والمنهاج المقرر يجعله قادراً على التعامل مع كل الحالات.
وتطبيقاً لمبدأ ربط التعليم بالمجتمع فقد أشارت الآنسة رانيا منصور إلى أن المنهج التعليمي المطبق هو منهج تطبيقي ميداني يقوم الطالب من خلاله بزيارة ميدانية كل أسبوع إلى مؤسسة عامة أو خاصة لتطبيق النظريات والمادة النظرية إضافة إلى تدريب عملي يتجاوز في كثير من الأحيان 60? وهو مبرمج على أساس التعامل الإيجابي مع العميل إضافة إلى تدريبات أخرى خاصة مثل تعلم لغة الإشارة وبرايل الخاصة بالصم والبكم والمكفوفين وتطبيقات عملية للكشف المبكر عن الإعاقة.
بدورها الآنسة سمر محمد مدرسة الزيارات الميدانية والإرشاد الاجتماعي أشارت إلى أهمية الزيارات الميدانية للطلبة في التعرف على أهداف هذه المؤسسات والبرامج المطبقة فيها وهو ما يتيح للطالب التطبيق العملي والاستفادة من الحالات وكيفية التعامل معها وبذلك يمكنه من المطابقة مع ما تعلمه إضافة إلى المشاركة في اقتراح المعالجات والحلول.
الأستاذ رامي عيسى مدرس مادة التدريب العملي يرى أن الطالب يدرس كيفية التعامل مع الفرد والجماعة وخاصة عندما يتم تكليفهم بمادة علمية وتجربة عالمية تتطلب الاطلاع والبحث والاستقصاء وهو ما يجعله مضطراً للبحث في كل الطرق عن المعلومة المطلوبة وهو بذلك يتعلم الأساليب والطرق اللازمة للبحث العلمي آنياً ومستقبلاً، إضافة لذلك فالمعهد يضم قاعة للمعلوماتية يستطيع الطالب استخدامها حينما يشاء إضافة لفترات التدريب المقررة.
الدكتور أحمد الشريف مدرس مادة اللغة العربية أكد على أهمية اللغة العربية وتدريسها في الجامعات والمعاهد باعتبارها أساس التفوق والنجاح لأنها ضرورة لتمكين الطالب من كتابة مشروعه للتخرج لأنه يحتاج للتزود بمادة لغوية مناسبة لإعداد المشروع وصياغته بشكل مقبول ولذلك يجب أن يكون تدريسها على فصلين في العام بدلاً من واحد ويشير إلى أن الطالب يمكنه الاستفادة من مادة اللغة العربية في مجال اختصاصه عبر استخدام نصوص متخصصة من خلالها يتعرف على جمل متصلة بعلم العلامات (سيميولوجيا) واستخراج الدلالات ومثالها نص لابن خلدون يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة، من خلاله يستفيد لغوياً وعلمياً من هذا الموضوع، ناهيك عن ضرورتها القومية وعدم تحولها للهجات عامية.
الطلاب وهمومهم
الطالب عثمان تكريتي تحدث عن دخوله للمعهد عن طريق المفاضلة وهو الذي لا يعرف شيئاً عن المعهد ومجال بحثه ومع مرور الوقت أحب هذا الاختصاص غير أنه لا يدري بعد التخرج هل سيحصل على عمل أم لا، علماً بأن الدراسة والمعطيات العلمية التي يتعلمها تمكنه من التعامل في أي مكان ويستغرب العدد القليل في المعهد من الطلاب رغم أهميته.
الطالبة علياء قنوع رأت بأن التدريب العملي فائدته كبيرة بعد التعرف على الجانب النظري من خلال تشكيل خبرات وسبل للتعامل وهي كموفدة من الخدمات الطبية تعمل بكل جهدها للحصول على هذه المعلومات التي تستطيع من خلالها التعامل مع محيطها الاجتماعي قبل عملها.
الطالب وسيم سليم تمنى أن يستفيد من خبراته العلمية في هذا المجال ميدانياً وليس في المكاتب فالمعلومات تؤهله لذلك غير أن المستقبل يشكل لزملائه بعض التوتر من ناحية الحصول على فرصة عمل وهو ما ينعكس على تحصيلهم الدراسي ويرى بأن نسبة النجاح قليلة وبعض المواد صعبة تحتاج إلى جهد كبير.
طالبة أخرى رأت بأن المفاضلة العامة للقبول الجامعي يجب أن تتضمن ولو لمحة عن المعاهد ومجال دراستها وفي ذلك يمكن تفادي تسجيل الطالب في اختصاص معين ثم يفاجأ به مما يؤدي لتركه وهو بذلك يحرم طالباً آخر من الاستفادة من الحصول على مقعد دراسي.
بعد كل ذلك إذا كان هناك ما بين 10 - 15 طالباً يدرسون على نظام التعليم الموازي من بين 150 طالباً فإننا نرى بأن هناك مجالات للعمل لمن يعرف كيف ينتقيها.