ولم يبق لهم إلا أن يتهموا سورية بأنها تهدد الأمن والسلم العالمي أو أنها مسؤولة عن كارثة تشرنوبيل أو مجاعة إفريقيا أو أحداث الحادي عشر من أيلول أو حتى غبار بركان أيسلندا!.
عندما لم يفلحوا في جعلنا عبيداً في حظائر الذل والهوان وبعد أن نفد رصيد مؤامراتهم على أرض الواقع لاسيما المجموعات الإرهابية التي مولوها بالمال والسلاح لبث الذعر في قلوب الآمنين لجؤوا إلى مكيدة جديدة فراهنوا على أشخاص باعوا ضمائرهم بحفنة دولارات..أشخاص ادعوا أنهم يمثلون الشارع السوري بكل فئاته وأطيافه وأعلنوا عن استعدادهم لتدمير سورية لو كان ذلك تحت رايات الدبابات الأميركية والإسرائيلية فعقدوا في جحور الخارج مجالس لمؤامراتهم وبثوا خطباً لتحريضهم.
ما يجري اليوم في سورية أكبر من مجرد مؤامرة..دمى داخلية تحرك بخيوط من قوى خارجية لتحقيق أجندة سوداء عنوانها الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة وتدمير قوى المقاومة وضمان أمن إسرائيل في المنطقة.
خلال عشرات السنوات ارتكبت إسرائيل مئات المجازر ضد الفلسطينيين والعرب وأقامت المستوطنات وصادرت الأراضي وروعت غزة وأهلها باليورانيوم المنضب وأطبقت على مليون ونصف المليون حصاراً خانقاً والسؤال الآن:أين العدالة الدولية من سجل إسرائيل الحافل بالمجازر؟أين شعارات الديمقراطية والإنسانية؟أين قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والأراضي والحقوق العربية لا تزال مغتصبة؟لماذا توضع سورية على طاولة التمحيص الدولي ويتم تناسي الحراك الإصلاحي الدؤوب فيها من رفع قانون الطوارئ و قوننة حق التظاهر إلى منح العفو العام وتشكيل هيئة للحوار الوطني؟لماذا يجحظ المجتمع الدولي عيناً بينما يُعمي العين الأخرى؟.
ثم عن أي حرية وديمقراطية يتشدقون؟حرية غوانتانامو أم أبوغريب؟أم ديمقراطية أوباما والتي بدت أكثر وضوحاً في القرارات الانفرادية الرعناء التي اتخذها دون العودة إلى مجلس النواب أو الكونغرس ولعل قرار التدخل العسكري في ليبيا خير مثال على ذلك.
ولأن الوطن شرف والشرف لا يُباع ولا يُدنس ولا يُتاجر به فإنه مهما حِيكت المؤامرات ومهما هُولت الأحداث واستَشرست وحوش الغدر والعدوان واشتد فحيحها إلا أن سورية ستنتفض من أزمتها حتى لو اكتوت بنار الجراح والفجائع كالعنقاء يسعى الجميع لتركيعها لكنهم لا ولن يستطيعوا أبداً.