ورغم أن مفردات تلك الرسالة واضحة وقد خطها أبناء شعبنا بدمائهم ولاتحتاج الى كثير عناء لقراءتها أو لفهمها يحاول البعض في الداخل والخارج إغماض عينيه عنها وإدارة وجهه نحو الضفة الأخرى حيث لاوجود إلا للتآمر والتحريض والتجييش على سورية التي تثبت مع كل بزوغ فجر أن شعبها عصي على السقوط أو الخضوع وأنه الأقدر على مواجهة المحن والمصاعب، سلاحه في ذلك وحدته الوطنية وتكاتفه الاجتماعي الذي تعرض خلال الأسابيع الماضية لامتحانات صعبة كانت رغم مرارتها وألمها مفيدة وإيجابية لأنها كرست قاعدة يحفظها السوريون جيدا وهي « انه لايمكن لكائن من كان أن يفرقنا أو ينال من نسيجنا الوطني » .
النجاح الفائق والمتميز للشعب السوري في تجاوز الأزمة مرده ذلك الوعي الاجتماعي الكبير الذي تتحلى به الأسرة السورية بكافة أفرادها لكونها تشكل المنبع الأول والرئيس لأفكار وقيم وثقافات الأبناء التي تؤثر فيهم بشكل كبير وثابت على مدى سني حياتهم وكونها الحامل الأول لقيم المجتمع وبقدر مايحمل الأبوان من القيم الاجتماعية والوطنية الراسخة في ضمير كل سوري بقدر ماينهل الأبناء ويتعلم من هذه القيم النبيلة .
لقد شكل الوعي الاجتماعي لأبناء شعبنا صغيرهم وكبيرهم حاجزاً متينا و سدا منيعا بوجه كل المحاولات الفاشلة التي كانت ومازالت تستهدف النيل من شعب سورية ووحدته وثقافته وتاريخه..هي رسالة لمن لايحسن القراءة .