تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


احذري التمييز بين الذكر والأنثى

مجتمع
الأثنين 6-6-2011م
أنيسة أبو غليون

ثمة اعتقاد سائد بين الأهل أن مشاركة الطفل في الأعمال المنزلية امتهان لطفولته وخصوصاً للصبي ليقتصر الأمر على البنت.

لكن المختصين يرون أن ثمة أشياء مشتركة يجب أن تطبق على الاثنين من قبل الوالدين.. ويجب الابتعاد عن التمييز بين الجنسين لنضمن لهما مستقبلاً نيراً يقوم على المساواة والبعد عن النظرة الدونية للآخر..‏

علاقة تعاون ومشاركة‏

إن دفع الطفل إلى المساعدة في القيام ببعض الأعمال المنزلية مهما كانت بسيطة لها فائدة كبيرة فهذا التدبير يدفعه إلى تطوير مهاراته العملية وتنمية إحساسة بالمسؤولية كما يجعله يدرك أن العلاقة بين أفراد العائلة هي علاقة تعاون ومشاركة وليست علاقة اتكالية.. وفي ظل انشغال الوالدين بمهام ومسؤوليات جمة تفيد هذه الطريقة في منح الأهل وقتاً أطول لقضائه مع أبنائهم ما يساعد على تواصلهم بشكل أفضل.‏

ومما لاشك فيه أن هذه الطريقة فعالة في الحد من الفوضى التي يحدثها الطفل لأنه عندما يدرك أن ما يقوم به من بعثرة للألعاب وتقطيع للأوراق وإلقاء للملابس هنا وهناك وسيطالب بإعادة تنظيمه فيما بعد فإنه سيعدل عن سلوكه الفوضوي.‏

أخطاء تربوية‏

يعارض بعض الأهل تكليف الأطفال القيام بالأعمال المنزلية لشعورهم أن هذا الأمر يتعارض مع واجباتهم المدرسية وأنشطتهم الأخرى أو يستنفد وقت الفراغ الذي يجب أن يقضوه في اللعب أو الاسترخاء.. وتبدو أسباب البعض الآخر متعلقة في عدم الثقة في قدرات الأطفال على القيام بهذه الأعمال أو توفيراً لعناء إقناعه بالقيام بتلك الأعمال ثم الإشراف عليه وإزالة آثار الفوضى الناتجة عنه فيما بعد وهذه الفئة من الأهل تؤذي أبناءها أكثر مما تساعدهم، لأنها تنسى أن قيام الطفل بالمهام المنزلية يعلمه معنى المسؤولية ويؤهله لمواجهة الحياة عندما يكبر.‏

يشكل التمييز بين الصبي والبنت في القيام بالأعمال المنزلية سبباً رئيسا لإثارة الخلافات داخل الأسرة وإن تدليل الصبي يعوده على الاتكالية ويجعله شخصاً لا يمكن الاعتماد عليه ولا يمكنه حتى الاعتماد على نفسه لافتقاده المهارات العملية الخاصة مثل التسوق والتنظيم.. وهذه المهارات سيحتاج إلى القيام بها في حياته مستقبلا.. ومن الضروري وضع قواعد لضبط هذه الأعمال بين الأبناء ضمن حدود عادلة وذلك حسب أعمارهم وبصرف النظر عن أجناسهم.‏

وسائل للتحفيز‏

من الضروري تدريب الأطفال منذ الصغر على القيام ببعض المهام المنزلية وذلك عبر جعل الأمر لعبة أو مسابقة في البداية ما سيجعل الطفل يشعر بالمتعة ومع تكرار الأمر سيدرك أنه واجب عليه القيام به ويجدر بالأم التكرار على مسامع الطفل ودائماً.. أنه من خلال قيامه ببعض الأعمال المنزلية يساهم بدور مهم داخل الأسرة مع عدم إغفال توجيه الشكر إليه عند انتهائه من أداء العمل الموكل إليه والثناء عليه إن قام به بشكل جيد وذلك بهدف تحفيزه معنوياً.. ولدى الشعور بأن الملل بدأ يتسلل إليه ويحاول التهرب من هذه المهام فيجب التعامل معه بمرونة من دون صراخ أو تهديد أو تأنيب ويمكن في هذه الحالة اللجوء إلى الحافز المادي كشراء لعبة جديدة مثلاً .. لأن الحوافز تشكل وسيلة يتعلم من خلالها أنه قبل أن يأخذ يجب أن يعطي أولاً، وهذا بحد ذاته درس مفيد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية