تطور رأت فيه روسيا تدخلا مباشرا في الحرب الداخلية لمصلحة طرف دون اخر..
وبينما تواصل القصف على ضواحي العاصمة طرابلس حيث سمع دوي انفجارات عدة في ضاحية تاجوراء شرق العاصمة قال قائد عسكري فرنسي ان الناتو باقٍ في ليبيا لكنه اوضح ان هذا البقاء متصل بتقديم مساعدات انسانية حسب زعمه..
فقد واصل حلف شمال الاطلسي الناتو أمس غاراته الجوية على مدن ومواقع ليبية عدة بينما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن مشاركة مروحيات أباتشي مجددا في عمليات القصف.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان قوات الناتو قصفت أمس العاصمة طرابلس وضواحيها الشرقية بعد ساعات من لقاء وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بقادة المحتجين الليبيين في مدينة بنغازي شرقي ليبيا.
وأشارت الوكالة إلى أن أربعة انفجارات هزت مدينة طرابلس بعد أن سمع دوي انفجارين قويين ولكن بعيدين عن وسط العاصمة ليل اول من امس تلاهما عدة انفجارات فصلت بينها دقائق معدودة.
وقال شهود ان غارات استهدفت خصوصا ضاحية تاجوراء في شرق طرابلس التي استهدفت مرارا من جانب مقاتلات الحلف الاطلسي الذي يقود منذ نهاية اذار الماضي العمليات العسكرية ضد ليبيا.
وفي لندن ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أمس ان مروحيات أباتشي البريطانية شاركت مجددا في حملة حلف شمال الاطلسي ضد ليبيا حيث دمرت منصة اطلاق صواريخ متعددة تستخدمها القوات الليبية.
وقال الميجور جنرال نيك بوب المتحدث باسم رئاسة أركان الدفاع البريطاني في بيان نشرته أ ف ب ان مروحيات أباتشي تابعة للجيش البريطاني استهدفت نظام اطلاق صواريخ متعددا يتمركز على الشريط الساحلي الليبي قرب مدينة البريقة النفطية شرق البلاد قبل أن تعود إلى السفينة اتش ام اس في عرض البحر المتوسط.
وكشف بوب عن انضمام طائرات تورنيدو البريطانية إلى طائرات أخرى تابعة للاطلسي لتنفيذ ضربة رئيسية على مستودع ضخم للصواريخ أرض جو في العاصمة طرابلس مبينا أن المروحيات البريطانية استهدفت أكثر من 410 أهداف تابعة للحكومة الليبية في اطار غارات الناتو.
وكانت مروحيات اباتشي البريطانية دمرت اول أمس محطة رادار ونقطة تفتيش عسكرية وذلك في أول طلعة لتلك المروحيات فوق الاجواء الليبية منذ أقر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استخدام تلك المروحيات في أواخر الشهر الماضي فيما نشطت المروحيات الهجومية الفرنسية فوق الاجواء الليبية للمرة الاولى.
وتعليقا على العمليات الجارية في ليبيا وصف سيرغي ايفانوف نائب رئيس الوزراء الروسي عمليات حلف شمال الاطلسي الناتو ضد ليبيا بأنها تدخل في حرب أهلية الى جانب احد الاطراف المتصارعة.
وأعرب ايفانوف في كلمة أمام مؤتمر حواري في سنغافورة عن قلق بلاده من تزايد استخدام الناتو للقوة العسكرية ضد المواقع المختلفة في ليبيا بصورة تخالف قرارات مجلس الامن الدولي مشيرا الى أن موسكو ترصد بانتباه تطورات الاحداث هناك.
واشار ايفانوف إلى أن روسيا سمحت بتمرير قرار مجلس الامن رقم 1973 بشأن ليبيا انطلاقا من أن تبني هذا القرار سيسهم في تعزيز السلام وعدم تصعيد الصراع وقتل المدنيين الا أن أعمال الناتو تجاوزت القرار وجرى تبريرها بتأويلات متعسفة له.
وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي أن بلاده ترى أنه على الليبيين أنفسهم حل مشكلاتهم وخلافاتهم بسبل سلمية عن طريق الحوار وفي ظل دور مساعد من قبل الامم المتحدة والمنظمات الاقليمية.
في غضون ذلك رجح قائد البحرية الفرنسية انتشار قوات التحالف في ليبيا بمجرد انتهاء القتال لتقديم المساعدات الإنسانية، مؤكدا أن بلاده لن ترسل قوات برية للتعجيل بنتيجة القتال.
وقال الأميرال بيير فرانسوا فوريسيه لوكالة رويترز إنه بمجرد تحقيق الأطلسي أهدافه العسكرية المقررة فستكون البلاد بلا شك بحاجة إلى مساعدات إنسانية وستكون الوسائل العسكرية هي المستخدمة في المرحلة الأولى لأنها الأسرع والأسهل في التنفيذ.
وأضاف فوريسيه أن العملية العسكرية التي يقودها في ليبيا كانت ستصبح أفضل لو أن بريطانيا استطاعت نشر حاملة طائرات، وأشار إلى أن حاملة الطائرات شارل ديغول تستطيع العمل هناك حتى الخريف، معتبرا أن الهدف السياسي هو عدم نشر قوات برية.
يشار الى ان فرنسا هي احدى الدول الاوروبية الثلاث التي سعت لاستصدار قرار التدخل العسكري في ليبيا الى جانب ايطاليا وبريطانيا.