التفكير وتخلق عندهم روح المبادرة، فهل كان يفتقد أبناؤنا لتلك المهارات بالمطلق؟ أم إن الانفتاح الذي نشهده يفرض تعلم المزيد ؟ نعلم جميعا أن التربية الأسرية في مجتمعنا لاتسمح للفرد باستقلالية تمكنه من امتلاك تلك المهارات، فسلطة الأب وقراراته يجب أن تمشي على الجميع في البيت، لتصل أحيانا الى نوع الفرع الذي يجب أن يدرسه الشاب أو تدرسه الفتاة، ويأتي بعد البيت التعليم الذي يعتمد على التلقين ليساهم أيضا في استمرار افتقاد الأبناء لمقومات الثقة بالنفس وروح المبادرة.
لكن نظرة سريعة على مايحققه شبابنا واستعراضا لقصص النجاح والمبادرات التي تزداد هنا وهناك ، تبين أنهم يتجاوزون العوامل المثبطة ويبنون لأنفسهم ولمجتمعهم بنيان النجاح والتقدم، ويمكن هنا ايراد الكثير من الأمثلة، ومنها مثلا أن العديد من الشباب في رسائلهم يطلبون عدم التركيز على الجوانب السلبية ويقترحون الاهتمام بما يسمى البرمجة العصبية والتي
تعتمد على التركيز على الجوانب الايجابية عند الانسان، فالشاب أحمد اسبر وهو طالب هندسة زراعية في السنة الثالثة، يهتم بهذا العلم وعندما وجد مدى فائدته بدأ يقيم ورشات عمل لزملائه، ويقول: بالبرمجة يتم العمل على تنمية الثقة عند كل شخص فيصبح قادرا على تحديد المشاعر المؤلمة وبالتالي إزالتها وهذا يعني زيادة الثقة الموجودة مسبقا عنده، كما تعطي البرمجة بعض المهارات والتقنيات بحيث يصبح قادرا على إزالة المشاعر التي لايرغب بها بكبسة زر وبالتالي زيادة الانتاجية في الدراسة والعمل ومن ثم الابداع.
وفي نفس السياق قام الشاب ممدوح بقاعي بتأليف كتاب يقول بأنه يتحدث عن شيفرة النجاح والحب والكسب وسماه «اصنع لنفسك حصان طروادة» والذي يفصل فيه بالحديث عن التفكير الايجابي، واعتماد ما يسمى الهرم المقلوب، بأن نبدأ من الأشياء البسيطة فننتقل تدريجيا، لتحقيق أهدافنا.
وتقول السيدة رنا الشنوناي مديرة برنامج بداية للاقراض للمشروعات الصغيرة: لقد نجح العديد من الشباب والشابات بأفكار بسيطة وبتكلفة لاتتعدى الخمسين ألف ليرة سورية، كقصة الشاب الذي كان يعمل في ورش قرب صحنايا ولايوجد مطاعم أو أي خدمة لاطعام العمال، ففكر بالبدء بعربة لبيع السندويتشات، ثم أسس كشكاً، والآن يعمل مع اثنين من زملائه وهو هنا من فكرة بسيطة امن فرصة عمل له ولاثنين من رفاقه.
كل ذلك يؤكد أن الابتعاد عن التفكير السلبي مع بعض الدعم حتى لو كان قليلا يمكن أن يؤسس لبداية طريق نجاح.