تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ألــم الإبــداع

شباب
6/6 /2011
خديجة السباغ

هو ذاك الصوت الذي يخاطب الإحساس ويدعو العقل لإتمام

لوحة إبداعية عن نواقص الحياة و السر الكامن وراء حقيقتها واكتشاف‏‏

تعابير كلماتها و تصويب لأخطائها في لهفة ممزوجة بألوان الطبيعة تجعل من‏‏

الألم عظمة لتحقيق الإبداع و مرتبة من مراتب الكمال و من ثم نتجه إلى‏‏

الواقع ونجعل الإنسان مصدراً لإبداعنا و نجتهد في البحث عن إتمام النقص‏‏

وتوجيه الخطأ نحو الصواب ونشر الخير العام للجميع وكأنها لوحة رسمت‏‏

بيد رسام ماهر .‏‏

يبرز لنا أوجه الألم في الطفولة ومعاناتها منذ فقدان الحنان والتمايز الطبقي في‏‏

المدارس وانتظار العيد بغصات الألم لدى بعض الأطفال كلها لوحات‏‏

صامتة تساعد على الإبداع فإذا ما وجد الخطأ لا نعرف الصواب والذي‏‏

هو مرتبة من الكمال ويترتب إنشاد العقل ومساندة العاطفة لنكون‏‏

جديرين بإنشاء لوحة جميلة ونساهم في إدخال عنصر السعادة إلى صمتها‏‏

والتي تساعد بالتالي على الارتقاء المنشود لمجتمعنا وفي حال العجز عن تحقيق‏‏

الصواب وكثرة الأخطاء والابتعاد وعن لغة الفكر والصفات الإنسانية وإذ‏‏

نرى المبدع يجتهد ويتألم لإبداعه ومع ذلك يرى العجز كونه في عالم تأكيد‏‏

الذات ولأنه ينشد الكمال والنقص في كل مكان لأن الكثير يتنغمون‏‏

بالكلمات دون العمل بها .‏‏

ألم الإبداع بأن نتألم لأجله وأن نعيش في عالم خاص أن نفرض المثالية و‏‏

نوصف بالجاهل عن العصر، أن نتألم لتشرد الأطفال غير قادرين على‏‏

مساعدتهم.‏‏

فنحن لا نستطيع أن نرسم لوحة من الخيال تجتمع لها صور الواقع بإيجاب ،‏‏

ندرك أن النقص صفة بشرية ولكن لنجعل منه إتمام المعاناة الطفولية مثلاً‏‏

بأن نحل مشاكلها و نبعدها عن الحرمان ونرعى المتشردين بإنشاء دور‏‏

خاصة بهم .‏‏

وتحقيق الإبداع كشف أوجه الحياة وحقيقتها بأنها ناقصة وخلقنا للاجتهاد‏‏

في عناصرها كالأمل والطموح لا بإنشاء تعابير لطرب الإحساس ولذة‏‏

السمع فقط ليرافقها العقل ذوقاً لتكون متينة لا يدخل عليها أي نقص‏‏

يعيقها أو خطأ يحط من قيمتها .‏‏

الإبداع لوحات إنسانية والألم عظمتها والعاطفة إدراك والإحساس اللغة‏‏

المعبرة عن صفاتها وخاصة في الطفولة لأنها عامل نجاح وفشل لأننا لا نطمح‏‏

دوماً للنجاح ونسعى إليه وحده ونستفيد من الخطأ لإنشاد الصواب ومن‏‏

عناصر الطبيعة نغمات رقيقة تنعش القلب وتسعد النظر لرؤيتها ونعمل كما‏‏

فعل الإبداعيون عندما جعلوا من الطبيعة مصدر الإحساس بالنقاء والصفاء‏‏

وأجادوا في وصف الألم بـ « العبقري « لأن من خلاله نصنع الكلمات‏‏

ونخاطب الإحساس عن معاناة الآخرين ، نكره الخطأ و النقص ، نسعى‏‏

للصواب والارتقاء إلى الكمال و لو بالمرتبة منه .‏‏

عزيزي المبدع: أجدت التعبير عن الحياة فبلغت الارتقاء والتفوق وجعلت‏‏

من ألمك لوحة جميلة تسعد الجميع لرؤيتها وكلمات أثارت القلب و‏‏

الوجدان فهنيئاً لك.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية