تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مفهوم ثقافة التطوع.. لغة يجسدها الشباب بكامل الاتجاهات

شباب
6/6 /2011
غصون سليمان

أجاد الشباب العربي السوري بغالبيته كل فنون التطوع المادي والمعنوي والأخلاقي والفكري مجسداً بعنفوانه وكبريائه وشموخه عمق الانتماء والولاء لهذا الوطن الذي نعشقه حتى النخاع، حيث تفجرت الطاقات

الكامنة بكل الاتجاهات مبدعين ومقاومين ومما نعين عبر الحرف والكلمة واستيعاب أزرار التكنولوجيا، وبسلوك فاعل على الأرض، لا يمكن لأي عين كليلة مهما غضت الطرف إلا أن ترى آثاره العميقة والمؤثرة.‏‏

وهذا الشباب الواعد القادر على التحدي أصبح أكثر‏

فاستحق بامتياز وإعجاب صفة الجيش الالكتروني السوري الذي جعل الطرف المعادي يعترف به وبتأثيره السلبي عليه، ولا سيما أنه تمكن من ملاحقة سهام وأدوات التضليل والفتنة والتحريض التي تعمل عليها الشبكات العالمية بعقلها المدبر وأدواتها العربية المأجورة.‏‏

في هذه المادة تسلط الضوء على مفهوم ثقافة التطوع وكيف جسدها شبابنا من خلال العمل ببعض المنظمات التي تمكنت من خوض عمليات التأهيل والتدريب والوصول إلى شرائح لابأس بها على امتداد ساحة الوطن، وما الهلال الأحمر العربي السوري إلا نموذجاً حضارياً متقدماً في جميع الخطوات التي يعمل عليها بهذا الاتجاه إلى جانب نشاطات الهيئة الشبابية للعمل التطوعي والتي رغم عمرها القصير إلا أنها حجزت لنفسها مساحة في خارطة العمل التطوعي، وعن هذه الهيئة توضح المتطوعة لين خضور كيف تمكنت هذه الهيئة من نشر ثقافة التطوع منذ أن ولدت برؤية ورعاية السيدة أسماء الأسد في 5/12/2009 بمناسبة اليوم العالمي للتطوع وهي مؤلفة من 12 شريكا من جمعيات أهلية ومنظمات شبابية ووزارات حكومية، وهذا التشابك بين المنظمات والهيئات أعطى أول فكرة للتطوع من ناحية التشارك والتعاون، وتؤكد خضور أن انطلاق الهيئة الشبابية للعمل التطوعي جاءت من وحي ماقاله السيد الرئيس بشار الأسد من أن المواطن الفاعل هو القادر على التفاعل مع مجتمعه مجزء منه ومن هذا المفهوم بدأ العمل على الأرض بعد عام كانت وجهته باب توما وترميم السور ومنارة دمشق، مشيرة في الوقت ذاته من خلال برنامج صباح الخير على الفضائية السورية إلى أهمية الحملة الوطنية لتدوير الورق بغية تكريس ثقافة التطوع وكيفية استخدام الخبرات الموجودة ضمن الشراكات في الهيئة الشبابية، لافتة إلى أهداف الحملة التي بدأت بـ 5/1/2011 والتي تقوم على هدفين أساسيين الأول إدخال ثقافة التطوع للمجتمع من خلال مشروع صديق للبيئة والوصول إلى أكبر عدد من فئات المجتمع من خلال تقسيم القطاعات، مدارس، جامعات، قطاع حكومي وقطاع خاص، وحين الوصول إلى هذه القطاعات كنا نقوم بورشات تدريب لكل هذه القطاعات ما جعل الصدى ينتشر من ناحية التشاركية.‏‏

وبالتالي استطاعت الهيئة الشبابية للعمل التطوعي أن تجمع عدة منظمات خلال الفترة الأخيرة في محاولة لإشراك الشباب بتنمية المجتمع واستثمارها طاقات المستقبل وتعريفها بما هو مفيد ومناسب.‏‏

اعتماد الشباب على نفسه‏‏

وترى خضور أن ما يميز أعمال الهيئة الشبابية هو اعتماد الشباب على نفسه إذ لا حظنا كيف قام هؤلاء بتدريب متطوعين فأنا شخصياً والقول للسيدة خضور من الاتحاد الوطني لطلبة سورية كنا نجتمع كممثلين عن الهيئات مع شباب طلاب الجامعة ونضع خطة العمل الأنسب للرؤية الميدانية التي قمنا بها أو سوف نقوم بها إذ تم أخذ عينات من المدارس وقمنا بورشات عمل وعلى هذا الأساس قيمنا العمل إيجاباً وسلباً، وعلى ضوء ذلك انطلقنا بورشات العمل الأخرى الموجهة إلى المدارس متلافين بذلك الأخطاء والمشكلات التي ظهرت وعرفنا بالوقت ذاته ما هي حاجتنا إضافة إلى الاستعانة بالجهات الأخرى الموجودة كالاستعانة باتحاد شبيبة الثورة التي قدمت وساعدت بالتسهيلات للدخول إلى المدارس إلى جانب الخبرة السابقة لبعض الشركاء الآخرين بموضوع التدريب مثل الـ (جي سي أي) و(الواي بير) ما جعلنا نتلافى أخطاء يمكن الوقوع بها.‏‏

مشاركة وتفاعل‏‏

ومن جانبه أوضح المتطوع علاء الخشي مسؤول الإعلام في شبكة (الواي بير) أن مفهوم التطوع بوجود منظمات أهلية أصبح له بصمة وتفاعل عند هؤلاء الشباب، وإن كان التطوع سمة متجذرة في بنية مجتمعنا، وهم يتعاونون ويتعاملون مع الآخر دون احتكار أي طرف لأي مبادرة منوهاً أن اختصاص الشبكة المذكورة ينصب في مجال الصحة الانجابية والمخدرات حيث نقوم على التواصل ما أمكن مع مجموعة كبيرة من الشباب من مختلف الجمعيات ويتم تدريبهم عبر إعطائهم أولاً تقريرا مفصلا عن مجمل الأمور المطلوبة وبعد ذلك تقام لهم دورات مدربين ومن ثم يتم ارسالهم إلى الجمعيات وإقامة ورشات عمل لشباب المنظمة التي ينتمون إليها، وهذه الطريقة برأيه تساعد للوصول إلى أكبر شريحة معنية عن طريق ورشات العمل.‏‏

وعن المشكلات التي قد تواجه مفهوم ثقافة التطوع يوضح الخشي بأن المشكلة قد تكون بالمنظمات ذاتها التي لا تعلن بالشكل الكافي عن فعالياتها ونشاطاتها وبالمقابل هناك شباب لا يعلمون أين يبحثون ويتوجهون لتوظيف حس التطوع وحب المساعدة للغير وبالتالي يتحمل المسؤولية هنا الطرفان، الجهة التي تهتم بالنشاط أكثر مما تهتم بالإعلان عنه والإعلام الذي لايبحث بالشكل الكافي عبر المتابعة والتقصي للأخبار والحملات والإعلان عنها قبل أن تبدأ كي يقوم كل إنسان بما يناسب عمله فيما تلحظ ممثلة الهيئة الشبابية أن هناك مشكلات يعاني منها المتطوع نفسه سواء من خلال التأقلم مع الظروف المحيطة أو حتى التنسيق بين دراسته والعمل التطوعي والأمر الآخر هو ضمان استمرارية الفكرة التي يروج لها المتطوع كحملة تدوير الورق إن كنا نريد أن نضمن أن يصبح تدويرالوق أسلوبا حياتيا وليس فقط مجرد حملة تنتهي معها الفكرة:‏‏

ومن المشكلات التي قد تعاني منها حملات التطوع برأي خضور هي الأمور الروتينية التي يمكن لها أن تعرقل مسيرة الحملة، لكن خبرة المتطوعين في الحملات والمخيمات التطوعية بالمحافظات ساهمت في التغلب على هذه المشكلات بمشاركة عدة شركاء من عدة جهات ولا سيما أن كل جهة بإمكانها تسيير الأمور باعتماد بعض المرونة في الأسلوب والإجراءات المعتمدة على الأرض.‏‏

باختصار يؤكد الشباب أن الأهم في المخيمات التطوعية هو أن المتطوع ذاته يشعر ويحس بأهمية عمله تجاه وطنه وخاصة عندما حضر السيد الرئيس بشار الأسد إلى مخيمي معلولا والقرداحة وحاور الشباب واستمع إلى مشكلاتهم وطموحاتهم، إنه الدافع أولاً وأخيراً للحب ، للوطن، للكرامة.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية