التي تصقل المواهب حيث تقدم دوماً التدريبات المكثفة والتي تستفز التفاعل والطاقات عند الشباب، من هنا فإن ايجابيات ورش العمل كثيرة فأهدافها معرفية وإنسانية واجتماعية كما يؤكد المشاركون في ورشة عمل سورية- الشمس والتي يشارك فيها أكثر من عشرين فناناً سورياً طالباً وخريجاً حيث التنفيذ للعلم السوري والرسم بالتربة السورية من كافة المناطق السورية وذلك تعبيراً عن اللحمة الوطنية وسوف تتوج هذه الورشة عملها بمعرض فني سيعود ريعه لأسر الشهداء.
حول ورشة العمل سورية- الشمس وفائدتها وجدواها كمنهج عام تحدثت الفنانة الشابة مفيدة ديوب قائلة: تابعت العديد من ورشات العمل إلى جانب مجموعة من الشباب توجت جميعها بمعارض فنية وكان الدافع لها الهدف الإنساني حيث جمعنا التعاون مع جمعيات خيرية ومؤسسات كما كان في معرض في منتصف الطريق حيث تمكنا من تسليط الضوء على مرضى نفسيين ولفتنا النظر إلى حالتهم لمساعدتهم للانخراط في المجتمع أما الورشة الجديدة فدافعها وطني نقوم من خلالها بإنجاز لوحة جدارية ضخمة نشارك فيها بمعرض يضاف إليه أعمال سابقة لنا ويذهب ريعها إلى أسر الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن ولابد من القول بأن اللقاءات التي جمعتنا ضمن ورشة العمل تلك حملت لنا المعرفة على الصعيد التقني والفني وهناك نقاشات وحوارات دارت حول العمل رغم أنه لكل فنان أسلوبه يترجمه بطريقته ومقترحاته الخاصة وهذه الورشة تحمل التقنيات والفكرة الجديدة وستكون على مستوى فني عال ولها مخططها وبرنامجها حيث تبادل الخبرات والاستفادة من المقترحات العديدة ومن الأخطاء حتى نصل إلى تشكيل لوحة جدارية أحضرنا موادها الأولية من كافة المناطق وهي التربة السورية.
أما الشابة تهامه مصطفى شاركت باكثر من ورشة عمل كمشاركة ومشرفة على مجموعة من الشباب فقالت عن تلك التجربة: ترتبط ورشات العمل على الأكثر بأهداف متعددة لكنها دوماً تمنح الخبرة لمن يشترك بها مضافاً إلى حالة التعاون خلال اللقاء الاجتماعي، هذا عدا عن كون ورشة العمل تصقل الموهبة تنظمها وتشجعها وقد اكتشفت عبر ورشات عمل عديده أقمتها لشباب في أعمار مبكرة مواهب عديدة ثم تابعتها فكان لها الكثير من الإبداعات وعلى الصعيد العملي تحضر حالة تنافسية بين المشاركين كي يقدم كل منهم أفضل ما عنده وأهمية ورشة العمل أنها تستقبل الأعمار المتنوعة فيكون هناك أعمال وتقنيات وأفكار متعددة يتم تبادلها أو نقدها وغيرها من السلوكيات التي تترافق دوماً مع ورش العمل وكل هذه التفاصيل والإيجابيات كانت حاضرة عبر ورشة عمل سورية - الشمس والتي أشارك فيها كفنانة تشكيلية.
أما الدكتور عهد ناصر رجوب أستاذ بكلية الفنون الجميلة أشرف على الكثير من ورشات العمل كان آخرها سورية- الشمس قال عنها: تبرع أكثر من عشرين فناناً طلاباً منهم وخريجين للمشاركة بهذه الورشة وتنفيذ لوحة جدارية بالتربة السورية بعد معالجتها وهو علم بطول ثمانية أمتار وعرض ثلاثة أمتار وهو عمل يعبر عن اللحمة الوطنية ونابع من إيماننا بأن سورية هي لوحة جميلة بما فيها من تعايش جميل ومن الصعب جداً العبث فيها والجدير بالذكر أنني عند دعوتي للشباب لهذه المبادرة البسيطة قياساً بما قدمه الشهداء من تضحية عظيمة وجدت الحماس والرغبة للمشاركة خصوصاً أن هذه التجربة بحاجة للحب والإخلاص وورشة العمل هذه ننفذها ضمن مخطط وتنسيق فني خاص وهي عمل ذو مضمون قوي بحق ومن جهتي أكرر وأذكر دائماً على أهمية ورشات العمل إذ أطالب أن تكون ضمن المنهاج التدرسي إن كنا نريد الإستفادة من الطاقات الجديدة فهي تعطي المناهج الحيوية وتعتمد على الأداء الميداني الذي يبني الطالب أو الفنان بشكل صحيح ينسجم مع الجيل الجديد الشاب وتحديداً بكونه جيلاً ذكياً وحيوياً بحق فتأتي ورشات العمل وتساعده على الإلمام بتفاصيل شاملة وهامة وتعلمه الكثير فتنظيم الورشة ثم تحديد هدفها والإشراف المباشر والتوجيه، ذلك علمهم بشكل أفضل وأدق هذا عدا عن الحوارات الكثيرة ثم حرية الأداء واستفزاز أقصى درجات الطاقة عند الشباب خلال التنافس وخصوصاً إن توجت تلك الورشة بمعارض أو أي آلية تشعره بأهمية ما صنعه، من هنا تأتي ضرورة أن تكون ورش العمل ضمن المناهج لأن التطوير والتجديد الحقيقي يحتاج إلى الأداء العملي والتجربة.