« لإسرائيل» ضرب كل الجهود التي تقوم بها السلطة الفلسطينية من أجل كسب التأييد الدولي لإعلان دولة فلسطين وبالرغم من الخلافات التي كانت تقوم بين هذه المنظمات حول كثير من القضايا إلا أنها أمام الخوف من الصهيونية نراها تتحد وتسعى بكل ما تملك من نفوذ لدعم الكيان الصهيوني في إعلان يهودية « إسرائيل» ومن الملاحظ أن هذه المنظمات تحاول السيطرة على الإعلام« سلام القرن الحادي والعشرين» وتحاول الضغط على أعضاء الكونغرس الأميركي لكسب الدعم المطلوب إضافة إلى الضغط الذي تمارسه على الأمين العام للأمم المتحدة والدبلوماسيين في المنظمة الدولية.
هذه المنظمات تنضوي تحت «لواء إيباك» واللجنة الأميركية اليهودية وصندوق« إسرائيل» الجديد والمجلس اليهودي للشؤون العامة ومنظمة « كاميرا»/ اللجنة من أجل دفة التغطية الإعلامية حول الشرق الأوسط في أميركا/.
هناك مشاريع أميركية أساسية في صلب السياسة الخارجية لأميركا موالية للكيان الصهيوني، وهي تضم كلا الحزبين الرئيسيين في أميركا. وهذا ما بدا واضحاً خلال زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الأخيرة وخطابه الشهير في الكونغرس الذي وقف مصفقاً لكلماته أكثر من تسع وعشرين مرة وهو يتمايل كالطاووس داخل القاعة.
ولو عدنا إلى الوراء وقبل إعلان الدولة الصهيونية لرأينا أن النفوذ اليهودي كان قد شقّ طريقه إلى البيت الأبيض وزارة الخارجية وذلك يفضل بعض الأسماء أمثال: كلارك كليفورد، وشريكيه الصهيونيين الحاخامين ستيفان وايس واهيلل سيلفر.
وبدأ تزايد الضغط الصهيوني داخل الإدارة الأميركية عقب مجيء ترومان الذي أجبروه على الوقوف في وجه سياسات بريطانيا في المنطقة وخاصة فلسطين.
وقد سبب دعم ترومان اللا محدود للدولة الصهيونية إلى انقسام داخل إدارته وداخل وزارة الخارجية الأميركية.
كان جورج مارشال قد عبر عن أسفه للجهة والسياسة القذرة التي قام بها الستار الصهيوني المحيط بالرئيس ترومان وقد ندد بدعم الولايات المتحدة لإقامة دولة صهيونية في فلسطين باعتباره خطأ سياسياً خطراً.
إلا أن « إسرائيل» التي ولدت وسط هذا الدعم اللا محدود من قبل الإدارات الأميركية المتعاقبة والتي اعتمدت على الإرهاب المنظم منذ بداية تأسيسها، لاتزال تعتمد على هذا التأييد بالأساليب الجديدة.
هذا كان منذ ستين عاماً خلت إلا أن الزمان يعيد نفسه لنرى الدعم والسيناريو الذي عرضناه مسبقاً يتكرر مرة ومرات أخرى في العصر الحالي.
ما من شك بأن التحالف الصهيوني الأميركي الآن يستطيع الحصول على موارد مالية ضخمة بالإضافة إلى حصوله على القيادة والتوجيه، والمشورة من اللوبي « الإسرائيلي» سيئ السمعة« ايباك».
يركز هذا التحالف السيئ الذكر على محاولات لتقويض ما تقوم به السلطة الفلسطينية من جهود لرفع التغطية الدولية وإزالة الشرعية عن الدولة اليهودية، ووضع كل العقبات في وجه إمكانية إقامة دولة عربية فلسطينية إلى جانب « إسرائيل» لقد اكتسب هذا التحالف السيىء السمعة دعماً من خلال ظهور عدد من الجنرالات« الإسرائيليين» المتقاعدين، ومسؤولين استخاباراتيين « إسرائيليين» وأميركيين بارزين، أمثال دوري غولد وايليناس روس- وهوارد بيرمان، وغاري اكرمان ونيتالوفي -كان من الملاحظ اعتمار حكومة العدو الصهيوني بزعامة نتنياهو مؤخراً على اطلاق حملة علاقات عامة عريضة ومنظمة ودقيقة للوصول إلى القائمين على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ومنابر الخطباء وإجراء المقابلات التلفزيونية والمؤتمرات الدولية وقد اعتمدت هذه الحكومة على خبراء بارعين في الاتصالات من أجل مراقبة شبكة الانترنت ورصد التغطية الإعلامية للجهود الفلسطينية من أجل نيل الاعتراف بدولة فلسطين العربية.
ويشكل الارتباط العاطفي واللا أخلاقي بين الولايات المتحدة و« إسرائيل» سبيلاً لاستغلال وتشويه السياسات الداخلية الأميركية ويمكن الكيان الصهيوني من التدخل والتوجيه للسياسة الخارجية الأميركية وذلك من خلال الضغط المباشر على الكونغرس مدعومين بذلك من قبل « السياميين» « المتطوعين» اليهود الأميركيين الذين يقدمون خدمات تفيد أنشطة «إسرائيل» السياسية والتجسسية داخل الإدارة الأميركية وحول العالم.
هذه الشبكة من العملاء والناشطين اليهود تشكل الطابور الخامس« الإسرائيلي » في أميركا.
لا شك بأن الجهود الفلسطينية الدبلوماسية من أجل كسب الاعتراف بالدولة العربية الفلسطينية سوف تصطدم باللوبي اليهودي الذي يرعب السياسيين الأميركيين داخل الكونغرس الأميركي. لأن الطابور الخامس آنف الذكر سوف يعمل على إحباط كل المحاولات الرامية إلى إقناع المجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين، الأمر الذي يوجب على كل المنظمات العربية والفلسطينية العاملة في الولايات المتحدة والتنسيق فيما بينها للتصدي لأنشطة التنظيمات الصهيونية، و يتعين على التنظيمات العربية تكثيف جهودها لفضح الأساليب الخبيثة للمنظمات الصهيونية بكل مظاهرها اليهودية والمسيحية.
إن أعضاء الكونغرس الأميركي يكررون الخطأ ذاته الذي ارتكبه سابقوهم على مدى ستة عقود، وهو ربط مصيرهم السياسي بتحالفات انتخابية مع حكومة « إسرائيل» في الوقت الذي يستمر الأميركيون بالتعامل مع الفلسطينيين من منطلق مخاوف سياسية داخلية أميركية من الموالين لـ« إسرائيل».
لقد كان من أبرز الأمور التي جعلت بعض السياسيين الأميركيين يطلبون من رئيس وزراء العدو الصهيوني إلقاء خطابه السيىء الذكر داخل الكونغرس هو محاولة الضغط على البيت الأبيض لكي يدعم تحركات« إسرائيل» ضد المسعى الفلسطيني للحصول على اعتراف دولي بدولة عربية فلسطينية.
أما الآن فيجب على الفلسطينيين العمل بجدية تامة للنهوض من هجومهم والتصدي بفعالية للتحالف الصهيوني الأميركي وخلق تحالف عربي إسلامي داعم لقضيتهم.