وحاضراً زاهراً، ومستقبلاً واعداً.
إن المواطن الحقيقي يكون وفياً أعظم الوفاء لوطنه محباً أشد ما يكون الحب له.. مستعداً للتضحية دائماً في سبيله بنفسه ونفيسه، وغاليه ورخيصه، فحب الوطن حب خالص أصيل، حب طبيعي مفطور، حب أجمل وأسمى من أن ترتقي إليه شبهة أو شك ، حب تدعو إليه الفطرة وترحب به العقيدة. الوطن حضن واستقرار وسياج الآمان للمواطن الصادق في إيمانه.. وحبنا لهذا الوطن الرؤوم الذي سقى قلوب أبنائه بخيراته ورفع شأنهم بين الأمم، إنه وطننا الغالي سورية.. سورية الأبية.. إنها المنارة التي تضيء بين الأمم.. إنها بذرة العطاء للأمم قاطبة.. لذلك فمن منطلق حب الوطن وجب علينا جميعاً أن نغرس في نفوس أطفالنا الفطرة التي فطرهم الله عليها، وأن نقدم لهم القدوة الحسنة، وأن يكون هذا الغرس في حبهم لوطنهم، وأن نسرد عليهم دروساً من الماضي الأصيل في التضحية في حب الوطن والانتماء إليه.. وأن يكون هذا الحب غذاء روحياً في مرحلة الطفولة حتى ينمو ويشيب عليه.
فالوطن هو المنزل الذي يمثل موطن الإنسان ومحله، وحب الوطن فطرة، ومبدأ حب الوطن لا ينكره عقل ولا يرفضه لبيب.. إنه انتماء فريد وإحساس راق وتضحية شريفة ووفاء كريم، إنه حب سام يمكن غرس معانيه في نفوس أبنائنا.
ولنعلم جميعنا أن أعظم هدية نقدمها لسورية الأبية هو الانتماء الذي يتعدى حدود الذات ومصالحها، إلى تلك التضحية بكل دقيقة وبكل حواسنا ومشاعرنا في سبيل وطننا العظيم.. فليس هناك حب أعظم من حب تراب أرضنا التي عشنا على ثراها وسطرنا تاريخنا وأمجادنا ومنجزاتنا.. لذلك وجب علينا ألا نلتفت إلى الوراء، بل ننظر بثقة إلى الأمام لنظل منارة وشعلة مضاءة تستنير بها الأجيال القادمة.. ولنترك ما يشغلنا عن استكمال مسيرة التطوير والتحديث بقيادة السيد الرئيس بشار حافظ الأسد ولنكمل المسيرة.. مسيرة وطننا لأنه مهد صبانا، ومدرج خطانا، ومرتع طفولتنا، ومأوى كهولتنا، ومنبع ذكرياتنا، ونبراس حياتنا، وموطن آبائنا وأجدادنا، وملاذ أبنائنا وأحفادنا... لذلك وطننا أغلى ما نعتز به، ويكاد يكون قطعاً من أكبادنا .. فلنحافظ عليه لأنه أغلى ما في الوجود.