واليوم نكمل الحديث عن النقطة الأخرى، وأقصد كيف نجنب الأطفال آثار الفراق (بالطلاق) إذ في كثير من الأحيان لا يدرك الوالدان كيفية التعامل مع طفلهما بعد الانفصال ويهملان حقه في النمو تحت كنف جناحي الأسرة الطبيعية (المتوازنين) كأم وأب حقيقيين لا يعوض عاطفتهما أحد مهما كان على مسافة قريبة جداً من هذا الطفل المنكوب باليتم رغم أن والديه مازالا على قيد الحياة يرزقان.
ومن هنا اتجه الاختصاصيون النفسيون والمرشدون الاجتماعيون إلى دراسة كيفية الحد من آثار - أبغض الحلال عند الله - على نفسية الأطفال - ولمّ شتاتهم ما بين الأب والأم كضحايا لا ذنب لهم لا من قريب ولا من بعيد في حلبة الصراع الدائر بين الاثنين للاستئثار ( أو الاهمال) ما بين طرف وآخر.
وأخطر ما في الأمر أن يستخدم الطفل في هذا الصراع الوالدين كوسيلة للي الذراع أو ذريعة للابتزاز والتنازل عن الحقوق.. وفي تلك الحالة بدل أن يحظى الطفل بجرعات إضافية من الحنان تعوضه عن افتقاد جناح الأسرة الآخر. نجده عرضة للمرض النفسي والجسدي جراء افتراق الوالدين فهو من ناحية يشعر بالجفاف والحرمان إزاء أقرانه من الأطفال الذين يعيشون حياة عائلية طبيعية في حضانة الوالدين الحقيقيين.. ومن ناحية أخرى يفتقد في الأجواء المشحونة والمتوترة التي ترافق عادة ظروف الطلاق من يستمع أو يصغي إليه ما يفقده الشعور بالأمان في الظروف الجديدة التي تطرأ على حياة الأسرة (بزواج الأب أو الأم) أو كليهما معاً حيث يترتب عليه العيش ما بين قطبي جذب ونبذ يتركان فادح الأثر في تكوينه وعدم استقراره النفسي ما يستوجب أولاً وأخيراً اللجوء إلى الاختصاصي النفسي والمرشد الاجتماعي إذا وجد أحد الأبوين مشكلات في تأقلم الطفل مع ظروف الحياة الجديدة بعد الطلاق.