فهذه المرة اودت الاخطاء الطبية بحياة ام وطفلها على سرير الولادة في احدى المشافي الخاصة والذي لم يقدر له ان يرى النور بسبب حقن والدته بجرعة تخدير زائدة تمهيدا لاجراء عمل جراحي لها ما ادى لوفاتها بعد دخولها في غيبوبة طويلة، ولن تكون باوفر حظا لو قدر لها النجاة فالجرعة كفيلة باقعادها عن الحركة مدى الحياة كما اكد الاطباء لذويها قبيل وفاتها الذين سرعان ما عرضوا عليهم مبلغا ماليا لقاء السكوت عن حقهم والامتناع عن مقاضاتهم، وعلى اعتبار ان القانون لم يتشدد اصلا في فرض العقوبات اللازمة على الاطباء وخاصة في مثل هذه الحالات التي تعبر عن اهمال واضح واستهتار بارواح البشر حيث اقتصرت عقوباته على دفع الغرامات المالية او السجن 3 سنوات حداً اقصى يبقى عنصر المحاسبة غير مجد ولا يحقق الغاية المرجوة.
والمشكلة التي تفاقمت لدرجة ازهاق روح واحدة من الأمهات يوميا كما تشير احدى احصائيات وزارة الصحة بنتيجة الاهمال والاخطاء في العلاج والتشخيص وسوء الرعاية لا يتوقف حلها عند توجيه اصابع الاتهام الى فرد واحد ومعاقبته فالمسؤولية ليست مسؤولية فرد وانما مسؤولية مشتركة تقع على عاتق النظام الطبي.
والحل يكمن في ان توضع قضية الاخطاء الطبية في اولويات المسؤولين عن القطاع الصحي وان يتم التعامل مع الخطأ الطبي بموضوعية وبالاعتراف بوجود الخطأ وليس التستر عليه ومن ثم البحث عن الاسباب والحلول بما يضمن عدم تكرارها وذلك من خلال احداث هيئة متخصصة تقوم بوضع انظمة ومعايير دقيقة وثابتة لإعطاء العلاج للمرضى واخرى خاصة بالاجهزة الطبية.
اضافة الى تشجيع العاملين والمراجعين على الابلاغ عن الاخطاء الطبية بهدف ايجاد الحلول لها وتوفير الوسائل السهلة للابلاغ عنها، كل ذلك دون اغفال الدور الكبير للمريض في الحفاظ على صحته من خلال توعيته بالوسائل اللازمة لذلك .