تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هذا وطني.. ولن أنحني

الملحق الثقافي
7/6/20011
علي ديبة:ما همّني..؟

إن كانت خمسون ولاية تزفرُ تحتَ النار‏

وريحُ الغربِ تعصفُ تائهةً‏

ما همّني..؟‏

إن كنتُ أنا الذي يختار‏

ما همّني..؟‏

حتى لو شربوا من دمائي أنخاباً‏

وخضّبوا بها كلَّ ينابيعي‏

ما همّني‏

مادمت أحرثُ أرضي‏

وأنثرُ الحَبَّ‏

وأشاركُ القمرَ فراشَ المساء..؟‏

ما همّني..؟‏

إن كانتِ الضفادعُ تنقُّ في المستنقعاتِ‏

والأبالسةُ تلعقُ رؤوسَ الأفاعي‏

ما همّني..؟‏

إن كنتُ أنا ذاك الفتى العاشق‏

الذي راقصَ حبيبتَهُ‏

واختلسَ من عينيها قبلاً‏

حتى أنجبتِ الشمسُ نسرَ الصباح‏

ما همّني..؟‏

مادامت أغنامي تثغو‏

وحمامي يبني أعشاشَهُ‏

وعصافيري تهزأ من كلِّ اللغاتِ‏

ما همّني..؟‏

وهل يكترثُ الوردُ‏

ويتعيَّبُ الأريجُ‏

إن مرّتْ زوبعةٌ محملةً بالأنصال..؟‏

من قال إن أرضي عاقر‏

وإنها لا تنجبُ ألفَ لونٍ من الأزهار..؟‏

من قال‏

إن شمسي غابتْ‏

وإن عجيني لا يثمِرُ خبزاً‏

كيف لا ترون هذا الشفقَ الساري‏

في نجيعٍ من شدو القصبِ الحزين..؟‏

فهل أقطعُ كفي‏

وأنسى غراسي‏

كلما عوتْ ثعالبُ الأمصار..؟‏

لن أنحني على وجعٍ‏

حتى لو فتحوا الأوردةَ في جراحي‏

ودقوا طبولهم‏

لن أنحني‏

مهما كذبوا، ونافقوا، وخادعوا..‏

وذرفوا دموعَ التماسيحِ‏

لن أصدقَّهم‏

حتى لو لعقوا أسفلَ نعلي‏

وامتلأتْ أفواهُهم بالقذارات‏

سأبقى كما أنا‏

أعتقُّ في دناني كواكبَ النجومِ‏

وأفيضُ بالحبِّ‏

كلما جمحَ لجامُ جوادي‏

وقام من بوادي التاريخِ صلاحٌ‏

كلما رثتِ الخنساءُ فارسَها ضرار.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية