تستدعي الانتباه والدراسة، وفعل ما يمكن فعله، لمواجهة هذا الخطر الساحق الذي قد يصل إلى كل بيت.
في هذا السياق أتيح لي أن أقرأ مؤخراً دراسة مطولة في إحدى الصحف العربية لكتاب «المتحكمون في أقوات البشر- مباحث في الملكية الذهنية والتنوع الأحيائي والأمن الغذائي» كتبه اثنا عشر باحثاً وحرره جيوف تانزي وتاسمين راجوتي, أما الترجمة العربية والتقديم فقام بها المترجم المصري رجب سعد الدين.
يفيد المترجم في تقديمه أنه لاغنى عن الكتاب لكل إنسان يأكل ويزرع ويتسوق. ويشير في مقدمته إلى النفوذ المتزايد للقوى العالمية في سلسلة أقوات البشر, إذ يصف الكتاب بتفصيل ووضوح الاتفاقيات التي تؤثر في قدرة الأمم على تحقيق الاستقلال والأمن الغذائيين، من خلال بحوث قدمها خبراء قانونيون وسياسيون، وفيها تحليل وافٍ للعلاقات التي تربط بين أنظمة ضمان نوعية الغذاء والسلامة البيولوجية والتنوع الإحيائي العام والزراعي وحقوق الملكية الذهنية التي يراها كثيرون مسألة معقدة تستعصي على الفهم. كما يقدم الكتاب إحاطة بمفهوم الملكية الذهنية وما يربط بينها وبين الغذاء من قضايا متشعبة متداخلة، إذ يدفعنا الكتاب - كما يرى المترجم- إلى التيقظ والانتباه مما يحكاك للبشرية، فهو يدفعنا إلى فهم الحقوق العامة التي تتصدر المشهد، على خلفية صيحات الحرب والارتياب التي تتردد في جنبات العالم.
تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه يعالج قضية في غاية الحساسية، تختلط فيه علوم القانون بالبيولوجيا والاقتصاد بالزراعة، ولهذا أقترح على دور النشر السورية العمل على ترجمته وتقديمه للقارئ السوري، وهو باعتقادي عمل جدير بالمتابعة، لاسيما أننا نفتقر إلى مثل هذه الدراسات التي تُعنى بالغذاء والأمن الغذائي الذي أصبح من أولويات المجتمعات المتقدمة وما يعنيه ذلك من قدرة على الصمود في مواجهة الأخطار التي تتعرض لها الدول التي تبحث عن موقع آمن في هذا العالم.
ghazialali@yahoo-com