تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ضحــــايا جرائـــــم الشــــــرف..

مجتمع
الخميس 14-5-2009م
لينا ديوب

عملت سورية وضمن سعيها للنهوض بواقع المرأة على مناقشة العديد من المواد القانونية، التي تقف في وجه المرأة، وتعيق تقدمها،

ومنها منتدى الحوار الوطني الذي أقامته الهيئة السورية لشؤون الأسرة والمتعلقة بالغاء العذر المحل من العقاب والاعذارالمخففة للقاتل الذي يقتل بحجة الشرف، حيث عبرت هذه الاقتراحات عن إجماع وطني ديني حقوقي بضرورة الأخذ بهذه الاقتراحات، مفتي الجمهورية الشيخ الفاضل احمد حسون عبر في اكثر من مناسبه عن موقف الشرع الرافض لهذه الجرائم بل وضح انها تشكل خرقا دينيا واضحا و ان القاتل يجب ان يعاقب على جريمته ولا يجب ان يستفيد من هذه الاعذار ابداً‏

وقد مضى ما يقارب العام على ذلك الملتقى، الاأن شيئاً من هذا لم يحصل، وكما يقال الكرة الآن والفصل بين يدي مجلس الشعب الذي يجب ان يأخذ خطوته الجريئة المنتظره في الغاء المادة 548 من قانون العقوبات بمادتيها المتعلقتين بالعذر المحل والمخفف للعقاب للقتلة تحت ذريعة الشرف وفي منع استخدام المادة 192 ما يسمى بالدافع الشريف لتغطية هذا النوع من الجرائم..والغريب ان كل القتلة يستفيدون من هذه المواد وبنفس القدر برغم عدم انطباق هذه المواد على مختلف الحالات فمعظم هذه الجرائم يقع بعد وقوع الزواج من خارج الطائفة او بعد وقوع الحادثة التي يتذرع بها القتلة كسبب لجرائمهم بوقت طويل.. وأحيانا لأسباب لا تبلغ الحد المذكور في هذه المواد ومع هذا فان جميع القتلة يستفيدون من وجودها ويخرجون من جرائمهم وكأنها لم تكن.. وهذا ما يجعل هذه المواد جديرة بالإلغاء وما يجعل العدالة ذاتها في الميزان وأمام المرآة، وهنا يحضرني مقتل زهرة التي اختطفها صديق والدها لدين له في ذمته والتي وصلت أخيرا إلى معهد الفتيات الجانحات بدمشق بعد اختطافها، ومع ذلك أصر الاهل في تلك الفترة على قتلها بحجة الشرف الذي تلطخ وهي لم تكن قد بلغت في حينه السادسة عشرة وخلال العشرة أشهر التي تلت والتي أقامت بها زهرة في معهد الفتيات الجانحات قامت الجمعية الوطنية لتطوير دور المرأة بمحاولة حمايتها وعدم إخلاء سبيلها لتسليمها لأهلها الذين أرادوا قتلها نتيجة لذلك كونها الجمعية المشرفة على المكان، وحدث أيضا انه في تلك الأثناء زارتها خالتها وابن خالتها في المعهد بناء على طلب الأخ القاتل نفسه، وقد أعجب بها ابن خالتها وطلب الزواج منها وتم الموضوع فعلا برضا الأهل وكان الأب ولي أمرها في عقد الزواج حيث تم الزواج بصورة شرعية قانونية وبموافقة الولي وبمهر محدد منه، وتم الإفراج عن زهره بعد تعهد الأهل بعدم التعرض لها، كما تم الزواج واقيم حفل العرس وحضره الأهل والاقارب ايضا‏

وما حدث انه وبعد شهرين من زواجها زارها أخوها وبات ثلاث ليال في منزلها وفي اليوم الثالث وبعد مغادرة الزوج المنزل صعد الى غرفة نومها وقتلها وقطع أوردتها بدم بارد فنزفت حتى الموت.. وانضمت الى قافلة ضحايا الشرف التي لن تتوقف اذا لم تأخذ العدالة مجراها في الاقتصاص، وهنا نتذكر أنه بعد أيام أولى جلسات محاكمة قاتل زهرة وها نحن ننتظر مع الكثيرين ممن تاقوا لرؤية العدالة تأخذ مجراها الإنساني والحقوقي الطبيعي في الاقتصاص من القتلة الذين يختبئون تحت عباءة الشرف التي تخفي الكثير من قباحة التخلف والجهل وتظلم الجاني والضحية، عندما يدفع الأخ لقتل أخته.‏

‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية