سوق المال، كمنتج جديد في حياتنا ، استدعت هي الأخرى مهناً لم تكن موجودة بين ظهرانينا (الوسيط المالي مثلاً) كما أنها أنعشت مهناً كانت حتى وقت قريب محدودة ومحددة (مفتش الحسابات) .. اليوم ثمة مهن أخرى بحاجة لأن تبعث فيها سوق دمشق للأوراق المالية، وهيئة الأوراق والأسواق المالية من خلفها ، إكسير الحياة ، فمثلما أوجدت قائمة بمفتشي الحسابات المعتمدين من قبلها، فإننا ننتظر منها أن تعتمد قائمة بمحللين ماليين أصبح وجودهم أكثر من ضروري ، كيف ، ولماذا ؟
مهنة المحلل المالي مهنة ليست من النوع الذي يستثنى أو ينسى ، فهي من يحمل البوصلة، يوجه..يرشد.. ينصح.. كما أن أسواق المال سواء كانت وليدة أم ناشئة أم متطورة لا يمكنها بحال من الأحوال الاستغناء عن عمل ومهارات المحلل المالي أساسياً كان أم فنياً.
وهنا تجدر الإشارة إلى التمييز بين التحليل الأساسي الذي يبحث في تاريخ الشركة.. قوتها نموها.. منتجاتها.. أسواقها و التحليل الفني الذي يبحث في تاريخ السهم، أي في تتبع حركته هبوطاً وصعوداً ، وبصرف النظر عن المؤيدين والمعارضين لأي من هذين التحليلين ، فإن وجودهما أصبح لسوقنا المالية أمراً ملحاً ، فهل ننتظر من الهيئة والسوق فعل شيء يصب دلواً في هذا الاتجاه..؟!