تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شاعرة البلاط الملكي

ثقافة
الخميس 14-5-2009م
ترجمة: مها محفوض محمد

حتى في قصر باكينغهام يدخل التجديد ويكسر التقليد، فللمرة الأولى منذ ثلاثة قرون يسند منصب شاعر البلاط الملكي البريطاني إلى امرأة.

هي الشاعرة كارول آن دافي اسكتلندية 53 عاماً تلبي الطلب لخدمة العائلة المالكة خلال عشر سنوات قادمة وذلك بكتابة الشعر للمناسبات الملكية من أعياد ميلاد وحفلات تتويج، ومناسبات الزواج والمآتم..ورغم صفتها الدونية بأنها مثلية الجنس فقد رحبت بها وسائل الإعلام البريطانية بالإجماع لدى تعيينها داخل البيت الملكي البريطاني فهي شاعرة رائعة أسلوبها واضح وغالباً طريف ومؤثر جعل منها شاعرة الجمال ومحط إعجاب جميع المستويات، فطلاب المدارس والثانويات يدرسون أشعارها في النصوص الانكليزية وفي أصعب أنواع النقد الأدبي.‏

ولدت الشاعرة في غلاسكو ثم قضت جزءاً كبيراً من حياتها في انكلترا وهي تدرس الآن في جامعة مانشستر ميترو بوليتان.‏

صحيح أن لقب شاعر البلاط لقب كبير له اعتباره لكنه عبء ثقيل كما يقول أندرو موشن الذي كان يشغل المنصب سابقاً فهو يعترف بصعوبة هذا العمل وأن نظم الشعر في مناسبات القصر ليست بالأمر السهل كمناسبة الاحتفال بمرور ستين عاماً على زواج الملكة والدوق أو العيد الحادي والعشرين للأمير وليام يقول موشن: وما يكتب في هذه المناسبات لا يبقى في الذاكرة، لقد جفت قريحتي منذ خمس سنوات ولم أعد أستطيع الكتابة إلا بناءً على طلب، ناهيك عن الحرج بالنسبة للمكافآت. فلا تناسب بين التعويضات ونوعية العمل 5700 جنيه استرليني سنوياً أي ما يعادل 6500 يورو.‏

عندما عين أول شاعر بلاط في عهد جيمس الأول كانت أوامر الملك أن يقدم لشاعر القصر كل عام برميل كبير من خمر الأندلس ما يعادل (630 زجاجة خمر) ربما في الخمرة ما يلهم الشاعر على الكتابة لكن لا يمكن أن يجبر شاعراً على شرب زجاجتي خمر يومياً.‏

وليس هناك قاعدة تفرض على الشاعر شيئاً. كارول دافي كما أسلافها وليام وردس وورث منذ العام 1843 يتوجب عليها التعريف بمنصبها والتقيد بتقاليد المملكة فهي ستغطي الأحداث الكبرى كعيد ميلاد الملكة وحفلة رأس السنة.‏

لقد أحدث هذا المنصب الملك شارل الثاني عام 1668 وعين في ذاك الزمان الشاعر الموهوب جون دريدن الذي كان يتمتع بموهبة شعرية لا مثيل لها ولم يأت شاعر بعده بمستواه، وكان يجب انتظار القرن التاسع عشر ليأتي إلى البلاط شعراء موهوبون مثل وليم وردس وورث وآلفريد تنيسون..اليوم ومع أن هذا المنصب هو منصب فخري لكن له صبغة سياسية مهمة وليست الملكة من يختار شاعرها إنما الحكومة هي من يفرضه، وفي التعيين الماضي عام 1999 كان طوني بلير قد استبعد ترشيح كارول دافي لأنها مثلية الجنس وكان في ذلك صدمة لمعظم البريطانيين، لكن شاعريتها وبراعتها جعلتها من رموز الأدب الانكليزي وفرضتها في البلاط الملكي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية