تشكل خطوة هامة تجاه تنفيذ أجندة أوباما وميدفيديف ونقطة محورية تمهّد لنزع فتيل توتر العلاقات بين موسكو وواشنطن، ماينعكس بالنتيجة إيجاباً على الاوضاع الدولية في العالم كافة.
الجولة الروسية الاميركية التي ستبدأ الاحد المقبل في موسكو وتركيزها على إعداد معاهدة جديدة حول إجراء مزيد من التقليصات في ترسانتي البلدين يمكن أن تحلّ محل معاهدة ستارت ( 1) لعام 1991 وتجد حلاً للخلافات القائمة حول الخطة الاميركية المتعلقة بنشر نظام الدرع الصاروخي في بولندا وتشيكيا وإصرار روسيا على نشر منظومات «اسكندر» في مقاطعة كالينينغراد وتدمير الصواريخ بدل تخزينها.
إن تخفيض روسيا لهذه الاسلحة، مع انه يحتاج إلى حسابات دقيقة ويتوقف على مدى استعداد الاطراف الاخرى لهذا الموضوع، لكنه يدخل في إطار نواياها الحسنة، كون المسؤولين فيها أكدوا اكثر من مرة أنه كلّما قلَّ عدد الرؤوس الحربية ستبدو القضايا المرتبطة بالدفاع الصاروخي والقدرات الاستراتيجية الخاصة بالاسلحة النووية الاخرى اكثر جدية، مايشكل دافعاً للدول والاطراف التي تجري تجارب نووية للتخلي عن ذلك ووسيلة ضغط عليها للدخول في معاهدات حظر الانتشار النووي لاسيما منها « اسرائيل»التي تمتلك مئات الرؤوس النووية وتهدد فيها أمن المنطقة والعالم.
كذلك الجانب الاميركي لابد انه يأمل في تطوير الحوار مع روسيا بشأن الدفاع المضاد للصواريخ خدمة لمصالحه لينطلق فيما بعد إلى علاقات أخرى خاصة المعاهدة المتعلقة بالاسلحة التقليدية في أوروبا والتي انسحبت روسيا منها مشترطة معاودة الالتزام بها بعد مصادقة دول حلف الناتو على صيغة معدّلة لها.
فالبلدان اللذان كانا خصمين بارزين في الحرب الباردة، بإمكانهما العمل معاً رغم الخلافات القائمة على عدد من المواضيع من بينها توسيع الناتو، إذا توفرت النية الاميركية التي كانت ادارتها السابقة توجد المبررات الجاهزة لعرقلة أي مفاوضات من شأنها ترسيخ الأمن والسلم الدوليين.