تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التدحرج الأميركي

حدث وتعليق
الأحد 1-3-2015
فؤاد الوادي

بين المزاج الغربي المتبدل والفشل الأميركي المتدحرج، يزداد المشهد قتامة وتتشابك خيوط اللعبة أكثر فأكثر إلى حدود غير مسبوقة من التعقيد الذي تنتفي معه كل الآمال بالوصول إلى مقاربة موضوعية و منطقية وواقعية لما يحصل على الأرض،

ما يجعل من إبقاء الباب مفتوحاً على مصراعيه على مزيد من الاحتمالات الكارثية خياراً قائماً ومتوقعاً قد تلجأ إليه الكثير من الأطراف المأزومة وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي تتخبط في عنق الزجاجة كنتاج طبيعي لمقارباتها الخاطئة من جهة ولرهاناتها الخاسرة على حلفائها وأدواتها في الميدان من جهة أخرى.‏

في محاولات فكفكة الخيوط المتشابكة لفهم وقراءة ما تعكسه خفايا وحكايا الكواليس أمامها، تظهر على الفور المحاولات الأميركية المسعورة والمحمومة لإقفال كل منافذ الحل السياسي عبر الدفع بالأمور إلى مزيد من التصعيد والاشتعال، بهدف القفز فوق كل المتغيرات والتطورات والمعادلات الجديدة التي بدأت بالارتسام في الأفق، رغم المساعي الحثيثة للإدارة الأميركية لإيهام البعض في الداخل الأميركي وخارجه بعكس ذلك من خلال حفاظها على اتباع سياسة الرقص على الحبال وتدوير الزوايا التي يصاحبها صخب وضجيج التصريحات المتباينة والمتناقضة بهدف تشتيت الانتباه وحرف البوصلة.‏

لكن السؤال الذي يدفع بنفسه إلى السطح في هذا السياق، هل باستطاعة الولايات المتحدة في ظل هذا الواقع الذي يشتعل ناراً تحت الرماد بفعل السياسات الأميركية الكارثية.. هل باستطاعتها بعد الآن احتواء وتطويق مفرزات المعادلات الجديدة التي ترسم كل لحظة واقعاً مختلفاً بقواعد اشتباك جديدة باتت تدرك الأخيرة أن مجرد الخوض فيها قد يكلفها أثماناً غالية جداً؟، وهل باستطاعتها بعد الآن السيطرة والتحكم بانفعالات الدول الحليفة لها التي بدأت تمور الأرض من تحتها في ظل الحديث عن تبدل واضح في المزاج الغربي قد يمهد لاستدارة أوروبية بدأت معالمها تلوح في الأفق، أم أن الأمر لا يعدو كونه مجرد مكابرة وغطرسة وإصرار من الأميركي على الخراب والتدمير الذي تسيطر عليه الرغبة الأميركية الجامحة نحو القتل والإرهاب والمحكومة بدورها بالمصلحة والنفعية الأميركية المطلقة التي لا يقف في طريقها شيء.‏

بالمحصلة تبقى أنظار الجميع معلقة على الميدان السوري الذي لا يزال حافلاً بالإنجازات والمفاجآت، ويبقى الرهان عليه أمل السوريين وبوصلتهم على اعتبار أنه الثابت الوحيد في الساحة وسط ذلك الزحام الكبير من المتغيرات والتبدلات، وبالتالي فإن أي واقع جديد سيرتسم على الأرض سيبدو قلقاً ورخواً وواهناً جداً ما لم يقم ويرتكز على مفاعيل وحوامل مفرزات الميدان السوري.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية