تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تحولات العدوان الخطرة!!

أخبار
الأحد 1-3-2015
سليم عبود

في ضوء الحالة الراهنة التي تعيشها البلدان العربية، من نزيف، وحروب دموية.. تتجه الأحداث أكثر فأكثر نحو نقطة الخطر..

ومن الموجع أن عدونا،يمتلك للأسف قدرة إضرام النيران في هذه البلدان عن طريق أنظمة، تدور في فلكه، وقوى إرهابية دربّها، وسلحّها، وأوقد فيها حقده على العرب والعروبة والإسلام، فتكفلت له القيام بما كان يقوم به من عدوان مباشر.‏

في الماضي.... خشينا كعرب دوماً من الحصار الاقتصادي، ومن حروب معلنة، أو مباغتة.. ومن نقل الصراع من عربي إسرائيلي إلى عربي عربي ,,ونجح العدو في بعض منها، بعد كامب ديفيد، وبقيت دمشق تحمل رايتها القومية..‏

وها نحن اليوم نشهد إضرام النار، أو بالأحرى كل أنواع النيران دفعة واحدة في كل بلد عربي على حدة، والأكثر خطورة في هذه المرحلة التوجه نحو تدمير الجيوش العربية, لأنها القادرة على حفظ الوحدة والسيادة..‏

والسؤال:‏

كيف نقرأ اليوم محاولات تلك القوى الإرهابية، مهاجمة الجيوش في كل من سورية والعراق ومصر وليبيا والجزائر وتونس بهدف تدميرها، وإنهاكها؟‏

إن التوجه إلى تدمير القوة العسكرية في البلدان العربية، عبر عصابات إرهابية «إخوانية ووهابية» تحت أي اسم «ثورات الربيع العربي» لاينذر بالخطر وحسب وإنما يكشف، أبعاد ومخاطر أخطر مشروع تواجهه الأمة طوال تاريخها، لأن تدمير قدرات الأمة العسكرية، يعني تحولها إلى جسد ميت لا يقوى على المقاومة..‏

وهذا أمر خطير يطرح كثيرا من الأسئلة:‏

في مصلحة من تدمير قدرات الجيش العربي السوري الصاروخية والجوية المتطورة... و قتل طياريه، ومهندسيه، وفنييه؟؟‏

في مصلحة من تدمير الجيش العراقي الذي يشكل الجبهة الشرقية، والعمق الاستراتيجي للجيش العربي السوري،في أي حرب مقبلة مع إسرائيل..‏

وفي مصلحة من تدمير الجيش المصري، شريك الجيش السوري في حرب تشرين التحريرية، هذا الجيش الذي لم تستطع اتفاقية كامب ديفيد أن تجعله متصالحاً مع العدو الصهيوني، أو مع مشاريع الغرب الاستعمارية.‏

يوم أعلن الرئيس المخلوع محمد مرسي ألإخواني الحرب على الدولة السورية، تحرك هذا الجيش لتصحيح المسار،وأزاح محمد مرسي.‏

إن تدمير الجيش المصري، وجيوش الجزائر، واليمن، وفق مخطط ممنهج، وعلى أيدى قوى ظلامية، هو إعلان حرب يشنها الغرب و إسرائيل..‏

يقولون في علم الجريمة: «ابحث عن المستفيد في أي جريمة؟!»‏

في سورية.. هاجم الإرهابيون، منذ الأيام الأولى على بدء إجرامهم.. قواعد الرادارات، والصواريخ، والمطارات، وقتلوا طيارين في طريقهم إلى منازلهم..وهاجموا ثكنات.. وذبحوا جنوداً في طريقهم إلى أهاليهم بإجازات...‏

ومثل ذلك حدث في العراق، ومصر، واليمن أيضاً..‏

لماذا كان تدمير تلك الرادارات، وقواعد الصواريخ.....وجرائمهم لاتواجه بالرادارات،ولا بالصواريخ المخصصة لضرب العدو الصهيوني في العمق..‏

أليس هذا ما يؤكد الترابط العضوي بين هذه المجموعات الإرهابية وإسرائيل والغرب؟‏

بمرور الوقت.. تكشف الأحداث، حجم التنسيق الكبير،بين الإرهابيين وبين إسرائيل، وأمريكا والغرب، وللأسف...بالتعاون مع بعض الأنظمة العربية، لتدمير القوة العسكرية العربية.. والوصول بالعرب إلى مرحلة الضعف القاتلة التي تشي بالموت المحتم..‏

وذلك بتدمير القوة العسكرية، القوة المدافعة تاريخيا عن الجسد القومي، في الواقع الراهن..‏

إن المشروع الغربي الصهيوني اليوم، يقضي التحول بالعدوان نحو تحطيم الجيوش العربية، وتفكيكها، وتدمير قدراتها العسكرية، بتدمير عتادها العسكري المتطور، وتفكيك تماسكها، عبر إيقاظ الفتن الطائفية،والمذهبية، وتحويل الجيش الواحد المتماسك حول عقيدة واحدة إلى جيوش عديدة، متصارعة، ومتقاتلة، تستنزف قدراتها في حروب عبثية لاتخدم سوى العدو الصهيوني.‏

إن قواعد هذا المشروع الأمريكي الصهيوني، في العالم العربي اليوم، تقوم على: منع قيام وحدة العرب السياسية والاقتصادية.. أو بناء قوة عسكرية قادرة على تحقيق توازن استراتيجي مع العدو الصهيوني، وتركيز الإعلام، وجهات البحث السياسي لتصعيد الحساسيات السائدة بين الأنظمة العربية، وفي المجتمع العربي، والعمل على تحويل الصراع من عربي صهيوني، إلى عربي عربي.وإسلامي إسلامي، والدفع به إلى ساحات ضيقة، ليتحول إلى صراع طائفي..‏

هذا المشروع سيفشل..وساحات المواجهة تعزز ثقتنا بفشله..‏

بفضل بسالة الجيش العربي السوري، والجيوش العربية التي أدركت خطورة ما يستهدفها، وما يستهدف بلدانها.. وأمتها من محاولات تدمير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية