تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الواهمـون

نافذة على حدث
الإثنين 2-3-2015
ريم صالح

في لعبة التوقيت الأميركي، حيث لكل بيدق دوره وأوانه، يتقدم بيدق ، ويتخلف آخر، بينما ينتظر ثالث مهمته على مقاعد الاحتياط، لدرجة يمكن القول فيها، إن التآمر بات الرياضة الأميركية،والهواية الخليجية والعثمانية،

والمهنة الائتلافية الأكثر رواجاً هذه الأيام، وإن لاح في الأفق بعض التكويعات في مواقف السيد الأميركي حيال هذا البيدق أو ذاك، التي قد تشوش على المشهد السياسي، وتعطيه بعض الضبابية والرمادية، إلا أنها لا تعدو عن كونها فركة أذن لمن يشذ عن سكة «سيادته» ليس إلا.‏

ومن وكر الإرهاب العالمي، وبعد خلوة دجل، إن جاء العم سام، بنبأ ضرورة محاربة تمويل الإرهاب، وإن جاء «ابن أبيه» القطري، بنبأ استعداده للقيام بما يلزم لهزيمة الإرهاب، فلن نتبيّن لأن الاستنتاج هنا لا يحتاج إلى برهان، فعلى من يستذكي الرجلان؟، وعن أي إرهاب يتحدثان؟، وهل كان هناك إرهاب في سورية، لولا العقل الأميركي المدبر، والجيب القطري والسعودي المثقوب، والباب التركي المفتوح؟.‏

كلام السيد وأجيره، لا يمكن تفسيره إلا في سياق التهريج الدبلوماسي، أو أنه إيعاز أوبامي لوكلاء الإرهاب الإقليميين، في ضوء المصلحة الأميركية الاستراتيجية، بضرورة تخفيض أجورهم لداعش، والنصرة ومستنسخاتهم من آباء الجهل وأحفاده في الحر و و، والتقليل من وجباتهم الميدانية، ووقف تسمينهم، خوفاً من هدم العروش واعتلائها، وابتلاع المنطقة بمن عليها.‏

لن يغير دي مستورا حال دمى الائتلاف اللاهية على مساحتها الكرتونية، ولن يعيدهم إلى صوابهم، طالما وهم من رهنوا أنفسهم، وجندوا ضوضاءهم ونشازهم لحساب من يدفع أكثر، يلوكون ذات اللبان السياسي، ويرفعون ذات الشعارات المهترئة، وهم الأدرى بأن الشعب الذي يزعمون أنهم لسان حاله، قد لفظهم وتبرأ منهم وكشف إجرامهم، ومع هذا يواصلون الغرق في مستنقع لؤمهم، أملاً بتسوية لن تحصل إلا في أحلامهم الخرافية.‏

لا نعرف ماذا بقي في جعبة «أبو سام» الهوليودي للسوريين بعد؟، أو ماذا يحضر الواهم العثماني في جديد بدعه، أو حتى ماذا يُطبخ لهم على مواقد غلمان النفط والردى، ما هي الخلطة السياسية التي ستعتمد هذه المرة، وما هي النكهات الأممية والميدانية التي ستستخدم، ولكن المؤكد أن ما اجتمع سيد البيت الأبيض بأعرابه أوبعثمانييه إلا وكان الشيطان ثالثهما.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية